كم فضائية سينمائية تصادفك عبر الشاشة الصغيرة؟ والنهاية منافسة علي 05 فيلما تتكرر يوميا وعلي مدار الساعة وطوال شهور السنة خاصة ان أغلب القنوات اتفقت علي رفع شعار »لا جديد«، أما العروض الأولي فأصبحت من نصيب القنوات التي تشارك في انتاج الأفلام وحتي هذه القنوات بدأت تتوقف عن المشاركة في تمويل انتاج الأفلام والنتيجة انخفاض ملحوظ في كم الانتاج وعودة قريبة لتيار أفلام المقاولات. انسحاب art وروتانا بشكل تدريجي من تمويل الانتاج السينمائي في مصر أدي إلي تحول كبير في الصناعة وبالتالي افتقار الشاشة الصغيرة للأعمال الجديدة القادمة للمشاهد من شاشة السينما مباشرة واكتفت القنوات الأخري الأقل من حيث الامكانيات بعرض أفلام قديمة استهلكت علي مدار السنوات الماضية. تكلفة بسيطة ويرصد أحمد عاطف تكاليف إنشاء قناة سينما قائلا: إنشاء قنوات السينما سهل جدا فشراء حقوق خمسين فيلما لمدة عامين لا تتعدي نصف مليون دولار أي ما يعادل خمسة ملايين جنيه اضافة إلي مليون جنيه أخري خاصة بتكاليف البث وهنا نجد أنفسنا أمام مشروع مريح خاصة أن أغلب هذه القنوات يحقق دخلا كبيرا من الاعلانات والتي تزيد نسبتها كلما كان الفيلم حديثا. ويضيف عاطف: اعتقد ان وجود هذه القنوات ايجابي للحركة السينمائية خاصة انها ستضطر آجلا أم عاجلا للمشاركة في انتاج الأفلام، كما حدث مع المسلسلات. ويتفق معه المنتج محمد العدل مشيرا إلي ان مشاركة قنوات السينما في الانتاج ساهم بشكل كبير في اثراء الحركة السينمائية ولكن علي الجانب الآخر ساهم في ظهور بعض الكيانات الانتاجية التي لا تمتلك خبرة في مجال الانتاج خاصة علي المستوي الفني. ويقول العدل: هذه القنوات شاركت في انتاج أفلام ضخمة، وفي نفس الوقت أفرزت صناع تيار سينما المقاولات من جديد، ولكن الأزمة الاقتصادية الأخيرة دفعت الكثير من القنوات للتوقف عن الانتاج وبالتالي ظل المنتج »ابن الصناعة« فقط علي الساحة ليواجه بمفرده الأزمة، وهؤلاء المنتجون هم العصب الحقيقي للصناعة. ويضيف العدل: أغلب القنوات تعتمد علي عرض أفلام قديمة نظرا لقلة التكلفة ولكن هذا في حد ذاته ايجابي ويمثل دخلا مستمرا لمنتجي الأفلام وورثتهم حتي لو كانت بسيطة. دور مهم ويري الناقد مصطفي درويش ان قنوات السينما تلعب دورا مهما في استمرار الأفلام بدلا من ان تظل هذه الأعمال حبيسة بعد عرضها في السينما وهذا في حد ذاته ايجابي ومهم ولكن علي النقيض نري ان بعض القنوات تستسهل وتعرض أفلاما دون المستوي بهدف ملء الشاشة وساحات العرض وهي بذلك تساهم دون قصد في ترويج هذه الأفلام التي غالبا لا يراها المشاهدون.