يعتبر الخرشوف واحداً من أقدم النباتات الطبية في العالم فهو معروف منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وقد أدرك قدماء المصريين أهمية هذا النبات فرسموه في معابدهم.. ويعتبر الخرشوف صيدلية متكاملة لما يحتويه من مواد تعالج العديد من الامراض.. لذا فقد ركز الباحث إسماعيل أحمد علي حجاج المدرس المساعد بكلية الزراعة جامعة الأزهر أبحاثه علي هذا النبات إدراكا لأهميته وقيمته الغذائية والعلاجية والاقتصادية.. التقيناه لنتعرف علي تفاصيل هذه الابحاث.. تدور أبحاثك حول نبات الخرشوف.. نود معرفة نبذة مختصرة عن هذا المحصول وتاريخه الطبي؟ الخرشوف من محاصيل الخضر غير التقليدية ذات الأهمية الاقتصادية سواء للإنتاج المحلي أو للتصدير وتعتبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب أوروبا هي الموطن الأصلي للخرشوف فهو يعتبر واحداً من أقدم النباتات الطبية في العالم حيث انه معروف منذ القرن الرابع قبل الميلاد. وقد أدرك قدماء المصريين أهميته ويتضح ذلك من خلال رسوماته التي تدل علي الخصوبة والتضحية. وقد استخدم هذا النبات من قبل قدماء الإغريق والرومان كعامل مساعد للهضم. وفي القرن السادس عشر كان يقدم في أوروبا كطعام للأسر الملكية. وقد بدأت زراعته في كاليفورنيا عام 1922م. ويزرع الخرشوف من أجل الحصول علي النورات حيث يؤكل التخت وقواعد القنابات المحيطة بالنورة سواء طازجة أو مطهية. ما الأهمية الاقتصادية للخرشوف؟ ترجع الأهمية الاقتصادية للخرشوف إلي استخداماته الطبية وقيمته الغذائية العالية حيث يحتوي كل 100 جرام من النورة علي9.9 جرام كربوهيدرات أغلبها في صورة أنيولين، 2.8 جرام بروتين، 2 جرام دهون، 310 ملليجرام بوتاسيوم، 69 ملليجرام فوسفور، 51 ملليجرام كالسيوم، 30 ملليجرام صوديوم، 11 ملليجرام حديد، 150 ملليجرام فيتامين ((A 8 ملليجرام فيتامين (C). وقد تبين من دراسة أجريت في الولاياتالمتحدة أن الخرشوف يحتل المركز السابع في الترتيب من بين مجموعة كبيرة من الخضر والفاكهة من حيث محتواها من عشرة فيتامينات ومعادن. بالإضافة إلي استخداماته في التزيين الداخلي والخارجي كما يصنع منه المشروبات عالية الطاقة وشاي الخرشوف وعصائر الخرشوف والتي تستخدم في خفض الوزن. فوائد ساحرة وما الفوائد الطبية لهذا المحصول؟ هناك فوائد طبية ساحرة يحظي بها هذا المحصول فهو يحتوي علي سكر الأنيولين والسينارين ومضادات الأكسدةAntioxidants التي من أهمها المركبات الفينولية والكاروتينات. لذا فهو مفيد في حالات خفض كوليسترول الدم واضطرابات الجهاز الهضمي وتحسين الهضم ومفيد لمرضي السكر وتنشيط وظائف الكبد وعلاج حصوات المرارة ومعادلة التأثير السام لبعض المركبات السامة وعلاج أمراض القولون العصبي وعلاج أمراض الكلي وخصوصاً حالات احتباس البول وعلاج أمراض الحساسية والطفح الجلدي وتنشيط الذاكرة كما أنه يقلل من مخاطر الجلطات ومقو للجهاز المناعي ويساعد في خفض ضغط الدم ومقو لعضلات القلب والوقاية من الأمراض السرطانية عن طريق تقوية الكبد المسئول الأول عن صد تلك الأمراض وذلك لاحتوائه علي مضادات الأكسدة Antioxidant مثل الفينولات والكاروتينات وغيرها. حدثنا عن الأبحاث التي أجريتها علي هذا المحصول. قمت بإجراء ثلاثة أبحاث علي نبات الخرشوف هي علي الترتيب: تحديد درجة القطف المناسبة، ودراسة القدرة التخزينية للنورات تحت تأثير المعاملات المختلفة، والمحافظه علي جودة النورات المجهزةfresh-cut أثناء التخزين تحت تأثير المعاملات الكيماوية المختلفة. وقد حصلت بفضل الله وتوفيقه علي أفضل نتائج. التلون البني ما الأهداف التي تسعي اليها من إجراء تلك الأبحاث؟ الهدف من إجراء البحث الأول هو أن تحديد مرحلة القطف المناسبة أمر مهم بحيث لا تتعدي النورات المقطوفة مرحلة القطف المناسبة وتصبح خشنة متليفة منفرجة القنابات وعديمة القيمة التسويقية. كما يهدف البحث الثاني إلي المحافظة علي جودة النورات وتقليل الفاقد بعد الحصاد أطول فترة ممكنة لأن الخرشوف من المحاصيل سريعة التلف بعد الحصاد نظراً لارتفاع معدل تنفسه وزيادة النشاط الأيضي داخل الثمار. كما يهدف البحث الثالث إلي تقليل أو منع التلون البني في النورات المجهزة fresh-cut. آمنة تماما هل تتمتع الكيماويات المستخدمة في هذه الأبحاث بالأمان؟ الكيماويات المستخدمة في هذه الأبحاث آمنة تماماً فهي تنتج من مواد طبيعية فعلي سبيل المثال حامض الجبريلليك يتكون من الجبريلين وهو مجموعة من الهرمونات النباتية التي تنتجها الأوراق النباتية الحديثة والقمم النامية في الجذور والسيقان. أما عن سوربات البوتاسيوم فهي أحد أنواع الأحماض الدهنية غير المشبعة والتي تمتص سريعاً داخل الجسم ثم تتحول إلي ثاني أكسيد الكربون والماء ولا يحتفظ الجسم بأي متبقيات منها. أما عن الشيتوزان فهو عبارة عن مادة تتكون أساسا من مادة الكايتين chitin والتي تعتبر سلسلة من الكربوهيدرات (السكريات المتصلة) والتي تستخلص من الهيكل الخارجي للصدفيات والمحار والأسماك الصدفية البحرية مثل «الجمبري» وغيرها من الأسماك الصدفية المختلفة ويستخدم كأحد المكملات الغذائية. ماذا عن تصدير محصول الخرشوف للخارج؟ مصر تنتج حوالي230000 طن سنويا من الخرشوف من إجمالي مساحة مزروعة حوالي 22500 فدان بواقع 10.2 طن للفدان يصدر منها ما يقرب من 50000 طن طازج والباقي يصدر مصنّعا إلا أن نسبة بسيطة منه لا تتعدي 10-15 % تسوق محليا. ويصل سعر الطن إلي 7000 دولار. ونظراً للظروف المناخية المناسبة لزراعة الخرشوف في مصر خاصة في المناطق الشمالية فإن ذلك يجعل لمصر فرصة كبيرة في زيادة صادرات الخرشوف إلي السوق الأوروبية (فرنساإيطالياألمانياسويسرا) وكذلك الدول العربية (لبنانالأردنسوريا السعودية) خلال الفترة من ديسمبر إلي مارس. وتحتل مصر المركز الثاني عالمياً من حيث الإنتاجية بينما تحتل المركز الرابع عالمياً من حيث المساحة المزروعة وهذا إن دل فإنما يدل علي الإنتاجية العالية للفدان في مصر عنها في باقي الدول وذلك لأن الخرشوف يتم تجديد زراعته في مصر سنوياً أما في أوروبا وكاليفورنيا فيتم تجديد زراعته كل 4 سنوات وهذا ما يسمي بالتعقير ويقلل من المحصول.. أيضاً يرجع ذلك إلي طول موسم الحصاد في مصر فهو يمتد من أواخر شهر نوفمبر حتي أول شهر مايو أما في أوروبا وأمريكا فيبدأ الإنتاج من منتصف شهر فبراير أو أول شهر مارس وينتهي أيضاً في شهر مايو. هل هناك دول منافسة لمصر في تصدير هذا المحصول؟ تنافس إيطاليا مصر في تصدير الخرشوف ابتداء من شهر مارس لذا تقل الكميات المصدرة طازجة من مصر في ذلك الوقت. ولذا يجب التبكير في إنتاج الخرشوف عن أواخر شهر نوفمبر لطول فترة التصدير وزيادة الكميات المصدرة قبل ان تبدأ إيطاليا في الإنتاج والتصدير. اتجاهات حديثة ما الاتجاهات الحديثة للنهوض بمحصول الخرشوف؟ العمل علي تعديل منحني الانتاج خلال أشهر السنة الأولي ديسمبر، يناير وفبراير. واستخدام أصناف جديدة وطرق زراعة حديثة مثل زراعة الأنسجةTissue culture لإنتاج نباتات خالية من الأمراض الفيروسية واستخدام السماد الحيوي في تسميد الخرشوف ودراسة القدرة التخزينية للأصناف الجديدة علي إطالة مدة احتفاظ النورات بجودتها. وكذاالاهتمام بمعاملات ما بعد الحصاد من فرز، وتبريد مبدئي. مع استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة. ما المشاكل التي تواجه البحث العلمي في مصر من وجهة نظرك؟ هناك العديد من المشاكل التي تواجه الباحثين والبحث العلمي في مصر بوجه عام ومن هذه المشاكل عدم توافر المعامل المجهزة بأحدث الأجهزة اللازمة لإجراء الأبحاث العلمية. ومنها أيضاً عدم توفر الكيماويات والمواد اللازمة لإجراء تلك الأبحاث. كما أننا نفتقد العمل بروح الفريق في إجراء الأبحاث العلمية ونعمل علي المستوي الفردي. كما أن غالبية الأبحاث العلمية لا يتم تطبيقها علي أرض الواقع للاستفادة منها.