السيسى خلال لقائه رئيس الوزراء المجرى والوفد المرافق له بحضور م. شريف اسماعيل وعدد من الوزراء فيكتور أوربان : مستعدون لمساعدتكم في تدريب كوادر مفاعل الضبعة أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمواقف المجر الداعمة للإدارة الحرة للشعب المصري وخياراته المستقلة وتفهمها للتطورات التي مرت بها مصر خلال السنوات القليلة الماضية. وأكد الرئيس أهمية العمل علي تنمية التعاون المشتركة بين البلدين خلال الفترة القادمة في مختلف المجالات، مشيراً الي ما شهدته العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين منذ عام 1939 من تطور ملحوظ الفترة الماضية لاسيما علي الصعيد الاقتصادي. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي أمس لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بحضور المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والتعاون الدولي والتجارة والصناعة والنقل والمالية والاستثمار ومن الجانب المجري وزراء الخارجية والتجارة والاقتصاد الوطني والتنمية الوطنية والدفاع والزراعة الذين يمثلون نصف الحكومة المجرية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحب برئيس وزراء المجر في زيارته الاولي للقاهرة مشيداً بالعلاقات المتطورة بين البلدين. وأوضح ان الرئيس استعرض خلال المباحثات سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكيفية الاستفادة من الخبرة المجرية المتقدمة في مختلف المجالات. وقال ان الرئيس أعرب عن تطلعه لعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي في القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعمل علي تنميتها وأشار رئيس الوزراء المجري إلي أهمية زيادة التبادل التجاري بين البلدين ليرقي إلي مستوي العلاقات المتميزة بينهما علي الأصعدة السياسية والثقافية والتعليمية، مؤكداً ضرورة العمل علي مضاعفته في المرحلة المقبلة، لاسيما في ضوء توافر الإمكانيات اللازمة لذلك لدي كل منهما. ونوه أوربان إلي أن الوفد المرافق له يضم عدداً كبيراً من ممثلي مجتمع الأعمال المجري و70 من كبريات الشركات المجرية، مشيراً إلي أن منتدي الأعمال المصري المجري الذي عقدت جلسته الافتتاحية مساء امس سيشهد مزيداً من المناقشات الاقتصادية من أجل التعرف عن كثب علي الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في مصر. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد علي أهمية تطوير التعاون في المجال السياحي والعمل علي تشجيع السياحة المجرية لمصر. وأعرب الرئيس عن تقديره لتقديم المجر 100 منحة سنوياً للمواطنين المصريين للدراسة بالجامعات المجرية في إطار البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، مؤكداً اعتزام مصر الاستفادة الكاملة من تلك المنح، مع تطلعها لاستمرار هذا البرنامج وتطويره في المجالات العلمية كأحد أهم محاور التعاون الثنائي. وأعرب رئيس وزراء المجر عن ترحيب بلاده واستعدادها لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة المصريين للدراسة في المعاهد والجامعات المجرية.. وأكد أوربان في هذا الصدد علي أهمية التواصل بين الشباب في البلدين لما يتيحه ذلك من إمكانيات مضاعفة التعاون بين البلدين في المستقبل، فضلاً عن التواصل الثقافي والحضاري بين البلدين والذي يمثل نموذجاً للتفاهم بين الإسلام والمسيحية. كما رحب الرئيس بإتمام صفقة عربات القطارات، والتي ستقوم المجر بموجبها بتوريد 700 عربة لمصر بتكلفة تبلغ مليار يورو، فضلاً عن توفير التدريب والدعم الفني، مشيراً إلي تطلع مصر لترسيخ تعاون مشترك طويل الأجل مع المجر في هذا المجال بما يشمل الارتقاء بجودة التصنيع المحلي وزيادة الاعتماد عليه.. وأشار رئيس الوزراء المجري إلي رغبة بلاده في تدريب وتأهيل العمالة المحلية المصرية في مجالات التعاون التي تشهد تقدماً ملحوظاً بين البلدين ومن بينها السكك الحديدية.. كما أشاد أوربان بما تشهده مصر علي صعيد التنمية الزراعية وحرصها علي تنفيذ مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، مُعرباً عن ترحيب بلاده بنقل خبراتها في المجال الزراعي إلي مصر. ووجه رئيس الوزراء المجري التهنئة لمصر، قيادةً وشعباً، علي شروعها في بناء أول مفاعل نووي مصري في محطة الضبعة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، مشيراً إلي خبرات بلاده الكبيرة في هذا المجال، وإمكانية التعاون لتدريب الكوادر المصرية العاملة فيه.. كما نوَّه إلي أهمية التعاون في المجالات التي تمتلك فيها بلاده خبرة متميزة ومن بينها معالجة المياه، وتطوير نظم الصرف الصحي. وأكد السفير علاء يوسف أن الرئيس أشار إلي جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلي أهمية تبني منظور شامل يتضمن الأبعاد التنموية والثقافية والدينية في إطار التصدي للفكر المتطرف. وأكد الجانبان علي أهمية تعزيز الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والعمل علي تجفيف منابعه ومعالجة الأسباب التي تؤدي إليه. كما شهد اللقاء استعراضاً للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأوضاع بالدول التي تتعرض لأزمات بالمنطقة، وسبل التوصل لحلولٍ سياسية لتلك الأزمات بما يحفظ وحدة هذه الدول وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية. وتوافقت رؤي الرئيس ورئيس الوزراء المجري علي أهمية تحقيق الاستقرار في ليبيا. ونوّه الجانبان إلي أهمية دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، وتمكين الجيش الليبي من بسط السيطرة والأمن علي الأراضي الليبية والاضطلاع بمهامه في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن أهمية وقف دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين. وفي ختام المباحثات المصرية المجرية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن هناك اهتماما متبادلا بين البلدين معربا عن تطلع مصر للعمل مع الجانب المجري خلال الفترة القادمة لترجمة جهود الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي نتائج عملية ملموسة علي صعيد التعاون المشترك بين البلدين الصديقين. واستعرض الرئيس السيسي مع رئيس وزراء المجر سبل تطوير العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية كبيرة في العلاقات ويعكس الصداقة الممتدة بين البلدين ويبني علي ميراث تاريخي طويل من التعاون البناء في مختلف المجالات مدعوما بفرص اقتصادية واستثمارية واعدة في اطار تنفيذ مصر لخطة تنموية مستقبلية طموحة. كما استعرض الرئيس خلال المباحثات التطورات في منطقة الشرق الأوسط واوروبا حيث توافقت الرؤي علي أهمية الاستمرار في التشاور علي جميع المستويات لتنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر وكذلك القضايا الاقليمية الملحة والمؤثرة علي الاستقرار والأمن في المنطقتين وعلي رأسها الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا. وناقش الجانبان ظاهرة الهجرة غير الشرعية وسبل مكافحتها ومواجهة خطر الإرهاب والتطرف باعتبارهما التحدي الأساسي الذي يواجه تطلعات شعوب المنطقة. واستعرض الرئيس عملية التحول الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي في مصر.. وأكد علي إرادة الشعب المصري في تحقيق التنمية الشاملة علي جميع الأصعدة.. وأكد الرئيس عزمه علي العمل بكل قوة خلال الفترة القادمة لتعزيز وتفعيل جميع أوجه الشراكة بين البلدين. ومن جانبه تقدم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بعزاء الحكومة المجرية والشعب المجري لأقارب ضحايا حادث الطائرة المصرية المنكوبة. وأضاف في كلمته أن زيارته لمصر جاءت تقديراً للرئيس عبدالفتاح السيسي ولدوره الكبير الذي يقوم به لتحقيق الاستقرار في المنطقة وأوروبا. وأكد أوربان أن نجاح الرئيس السيسي يصب في مصلحة أوروبا والمجر، مشيراً إلي أن هناك صداقة قديمة بين مصر والمجر وكانت كل دولة تدعم الأخري في المحافل الدولية من أجل مشاركة الدولتين في تدريب طلاب وتخريجهم. وأضاف قائلاً: نحن بلد لا تملك تاريخاً إمبريالياً ولا نعيش علي حساب دول غيرنا ولا نقوم بمشروع في مصر لا يتناسب مع التطلعات المصرية.