عندما وطئت اقدامي فيلا يوسف وهبي بناء علي موعد بيننا تملكتني الرهبة وأنا أجد نفسي محاطا بصور كبيرة ليوسف وهبي في أعظم أدواره :»عطيل» -» يوليوس قيصر «- «الحاكم بأمر الله « - «بيومي افندي « - «كرسي الاعتراف « - «راسبوتين «..ثم المرسوم الملكي بمنح يوسف وهبي لقب البكوية عقب مشاهدة الملك فاروق فيلم «غرام وانتقام «.. ووسام الاستحقاق الذي منحته الدولة له عام 1960 ، لقد انتابتني الرعشة عندما دخل مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المسرح.. وسرعان ما بدد يوسف وهبي رهبتي بحكايات ونوادر مثيرة حافلة بحياته الفنية.. ثم سرعان ما سألني عن سبب زيارته وأخبرته أنني رشحته لبطولة مسلسل «العبقري «قصة أنيس منصور وقد قمت بإعدادها في ثلاثين حلقه.. وسوف يكون أول مسلسل كوميدي يعرض في التليفزيون.. ومضي يستفسر عن طبيعة دوره وأسلوب العمل التليفزيوني.. وصرخ في وجهي أنها مغامرة..لكنه سيقبل.. وغامر معه كبار النجوم: محمود المليجي ومحمد رضا وعبد المنعم مدبولي.. وآخرون يقدمون خبرتهم للوجوه الجديدة التي امتلأ بهم المسلسل: صفاء أبو السعود - سهير المرشدي - سعيد صالح - صلاح قابيل - السيد راضي وحسن مصطفي.. وهم يلتفون حوله ليستمعوا إلي حكاياته وعن سبب تأخره في دخول السينما رغم شهرته المسرحية بسبب الحملة الصحفية التي أثيرت ضده لتبنيه تمثيل دور النبي محمد. وكان هذا المسلسل الأول والأخير الذي مثله يوسف وهبي وللأسف لم تحتفظ مكتبة التليفزيون بهذا التراث العظيم. وللذكريات بقية