بالأمس القريب.. كانوا يقابلونك بابتسامة فوق الشفاة. كانوا يغدقون عليك بكلمات الثناء والمديح. عيونهم في الارض اذا ما تحدثوا اليك.. اوألقو عليك التحية. لاتكاد تسمع صوتهم وهم يطلبون منك ان تسدي لهم معروفا او خدمة صغيرة من فرط الأدب و التأدب. اما أنت فتصدقهم..رغم كل حكايات الغدر التي سمعتها من تجارب الاخرين ومرت عليك في حياتك. تصدقهم وانت تعلم ان نفس هؤلاء الاشخاص انهالوا بالطعنات الغادرة علي آخرين سبقوك وآخرين سيأتون بعدك. تصدقهم وتلتمس لهم الاعذار.. فالماضي كان كئيبا واشبه بالكابوس الجاثم فوق الصدور والامل بعيد. ثم يأتي اليوم وتتبدل الاحوال..وكأنه الموت.. فبصرك اليوم حديد. فاذا بالذين كانوا يقابلونك بابتسامة.. تكتشف انها لم تكن سوي ابتسامة نفاق. تتبخر كلمات الثناء وتحل مكانها كلمات قاسية واتهامات ليس لها اساس اما انت..... فتقف مذهولا والحقائق تتكشف لك عن حقارة المؤامرات التي دبرت ضدك. لاتصدق نفسك وانت تري الغريق الذي مددت يدك لتنتشله من الضياع هو نفسه من يطبق بيديه علي رقبتك ليقتلك باكاذيب وخيالات مريضة. من هؤلاء؟ هل هم بشر مثلنا؟ هل لهم ضمير يؤنبهم ذات ليلة؟ يقفون امام الله خمس مرات كل يوم.. يركعون ويسجدون وربما يتلون آيته الكريمة: »ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا«.. صدق الله العظيم