هربوا من الحر إلى مياه بحر يوسف فى الفيوم ضربت الموجة الحارة كل المحافظات وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من التعرض مباشرة للشمس.. هرب المواطنون في المدن الساحلية إلي الشواطئ في بروفة مبكرة للصيف وفضل تجار دمياط البقاء في البيوت واغلقوا معارض الاثاث بينما احتمي ناس القاهرة والمدن الداخلية في بيوتهم خلال فترتي العصر والظهيرة..وخلت معظم الشوارع من المارة وكالعادة انتشر بائعو العرقسوس والمشروبات المثلجة في الشوارع يواجهون الحر ويبحثون عن رزقهم ودبت الحياة في مصانع الثلج ايذانا بانتهاء فترة «البيات الشتوي».. وحيد سعودي المتحدث الرسمي للأرصاد الجوية أكد ان اليوم وغدا سيشهدان ذروة الموجة الحارة التي تستمر حتي نهاية يوم الثلاثاء القادم وحذر من «ضربة الشمس» خاصة في فترة الظهيرة وطالب باستخدام أغطية الرأس خاصة للأطفال وكبار السن.. حرارة الجو التي ضربت «الاربعينيات» صاحبتها موجات هروب كبير الي الشواطئ في المدن الساحلة وكان ابرز المشاهد في الاسكندرية حيث توافد المئات علي شواطئ الاسكندرية الممتدة من ابوقير شرقا وحتي الدخيلة غربا رغم تحذيرات الصحة بعدم التعرض لاشعة الشمس المباشرة. واستحوذت شواطئ شرق الاسكندرية علي النصيب الاكبر من الزوار.. يأتي ذلك فيما شهد مصيف بلطيم بكفر الشيخ اقبالا كبيرا من اهالي المحافظات المجاورة كما لجأ اهالي دمياط الي شواطئ رأس البر كما توافدت العديد من الاسر في رحلات اليوم الواحد من المحافظات المجاورة لمدينة رأس البر الي جانب توافد بعض الاسر الدمياطية من مراكز ومدن المحافظة علي المصيف. اما في المحافظات غير الساحلية فقد لجأ العديد من الشباب والاطفال الي السباحة في مياه الترع والمصارف فيما خلت شوارع الفيوم من المارة لجأ العديد من المواطنين وخاصة الشباب والاطفال الي النزول للعوم في بحر يوسف ويقول محمود محمد 15 سنة انه نزل مع اصدقائه الي بحر يوسف هربا من درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت الي 44 درجة في حين يشير زميله احمد سيد 15 سنة الي انهم قاموا بتسلية انفسهم باقامة مسابقة في السياحة مع عدد من الاصدقاء. وتعطلت مظاهر الحياة بمدن وقري محافظة الشرقية، كما أصيبت الحركة التجارية بالركود والشلل التام، وذلك لالتزام المواطنين بيوتهم، في حين راجت تجارة العصائر والمشروبات والمثلجات والمياه المعدنية. وفي المقابل كان هناك من لا يمتلكون رفاهية التخلي عن لقمة العيش رغم لهيب الشمس الحارقة. البداية كانت من أمام إحدي مصانع الثلج في الكيت كات.. فور دخولك تشعر وكأنك دخلت الي «فرن» أو»مستوقد» علي الرغم من وجود اطنان من قوالب الثلج ولكن حرارة الجو اطفأت برودته ولكن حينما تتحدث مع العاملين بالمصنع تشعر بالإصرار لهؤلاء الذين يواجهون الحر من أجل لقمة العيش. حمادة محمد الرجل الستيني الذي يعمل «ناشا» في مصنع للثلج في الكيت كات منذ أكثر من 40 عاما لا تهمه حرارة الجو فهو يري ان أصعب شيء في مهنته هو رائحة النشادر وتتضاعف معاناته مع ارتفاع درجات الحرارة فهي علي حد قوله تذيبه هو والثلج في آن واحد..ويهون كل ذلك، فالطلبات تزداد بشكل كبير، فنحن نبيع من 1300 الي 1500 بلاطة ثلج كل يوم مقابل 50 بلاطة في الشتاء. وفي منطقة الدقي قابلنا «أم أميرة وزوجها عم محمد» من أقدم بائعي الفول والطعمية في المنطقة وتقول ام اميرة: «استيقظ الخامسة فجرا لتحضير عجينة الطعمية والبطاطس والباذنجان»، «لو تعبت يوم وقعدت في البيت مش هنجيب فلوس» « اكل العيش مر». نفس الشيء يتكرر مع احمد محمود بائع الذرة بشارع البطل احمد عبد العزيز حيث كان يزاول عمله علي عربته الصغيرة امام الفحم و»الهبو» الذي يخرج من سخونة الفحم لتسوية قوالح الذرة لبيع الواحد ب 2 جنيه فقط.. ويؤكد لنا انه اذا لم يسع وراء رزقه فلن يجد اموالا لشراء طعام لأولاده. ويتكرر المشهد في كل المحافظات حيث تجمع الفارون من الحر الي محلات بيع عصائر القصب والبرتقال في الشارع ،بينما لم تخل يد المارة من زجاجة مياه مثلجة، وفي نهاية جولتنا لاحظنا عددا ليس قليلا من السيارات التي تعطلت بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما احدث شللا مروريا في بعض المناطق واعلي كوبري 6 اكتوبر. سناء عنان و نجلاء عبدالرازق محمد وهدان و هند النمر سرحان سنارة واحمد سليم ضياء ابوكيلة