طالبت مصر بضرورة وضع استراتيجية دولية شاملة لمكافحة خطاب وايديولوجيات الجماعات الإرهابية، مؤكدة تشابه إيديولوجيات تلك الجماعات، وأنها تنبع من نفس المفاهيم والآراء التكفيرية المتطرفة والعنيفة التي روج لها بعض العلماء الذين تحولوا عن التفسير الحقيقي والسليم للدين في منتصف القرن العشرين، وذلك بهدف تحقيق مآرب سياسية.. جاء ذلك في المذكرة التي قدمتها مصر للمناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن مساء أمس بنيويورك حول الاخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين من جراء الاعمال الإرهابية وعقدت الجلسة بدعوي من مصر التي تتولي الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي، حيث رأس سامح شكري وزير الخارجية وفد مصر في الجلسة وضم الوفد السفير عمرو ابو العطا الممثل الدائم لمصر بمقر الأممالمتحدة بنيويورك. وأكدت المذكرة المصرية التي حصلت «الأخبار» علي نسخة منها ان ايديولوجيات الجماعات الإرهابية القائمة علي اساس ديني مثل تنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في العراق والشام وجبهة النصرة وحركة الشباب تشكل المعتقدات والقيم والمبادئ والغايات التي تميز هوية تلك الجماعات، والتي تشترك جميعا في الهدف النهائي وهو القيام عن طريق العنف بإرساء الخلافة من جديد وترفض هذه الجماعات مفهوم الدولة القومية وتسعي الي إعادة تشكيل الحدود الوطنية والهويات القومية لتتوافق مع نظرتها للعالم القائمة علي فكرة الأمة الاسلامية. وأشارت الي اتخاذ الجماعات الإرهابية تلك الايديولوجيات اساسا فكريا ويرجع ذلك بصفة رئيسية الي ان ايديولوجية الجماعات الإرهابية تحدد الاعداء من خلال توفير معايير تقيم علي اساسها الابرار والآثمون سواء من الاشخاص او المؤسسات ويصبح بذلك المفهوم.. قتل الكفار.. من وجهة نظرهم فريضة علي كل مسلم. وشددت الورقة التي قدمتها مصر علي ان الجماعات الإرهابية نجحت في تجنيد عشرات الآلاف لينضموا لصفوفها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وصورت حياة المقاتلين الإرهابيين علي انها حياة تسودها روح الزمالة وانهم يتمتعون بروح البطولة الممتزجة بالتواضع وانهم عناصر تريد الشهادة ابتغاء الدار الآخرة ويهدف الخطاب الي اجتذاب الشباب خاصة المحرومين من حقوقهم الاقتصادية والسياسية.. وأكدت المذكرة ان تنظيم داعش الإرهابي استخدم وسائل الاتصال الإلكترونية في استهداف جماهيره في نحو 100 بلد بلغات تعدت العشرين لغة وتغريدات يومية تصل الي 90 ألف تغريدة مشددة علي ضرورة تجفيف منابع الإرهاب وفضح اهدافه وممارساته التي تتعارض مع القيم الانسانية وطالبت المذكرة بان تركز المناقشات علي ايجاد الوسيلة العملية للتنسيق بين الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والمنتديات الأخري علي الصعيد الدولي او الاقليمي من أجل مكافحة خطاب وايديولوجيات الجماعات الإرهابية وخصوصا تنظيم داعش.. وتساءلت المذكرة عن الجهود المبذولة لمكافحة هذه الجماعات وايديولوجياتها ودور المؤسسات الدينية في ذلك والتدابير التي يستخدمها المجتمع الدولي لمواجهة استخدام الإرهابية لوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بما يتفق وضمان حرية التعبير.. واستطردت المذكرة المصرية متسائلة عن الوسائل اللازمة لرفع الوعي في اوساط الشباب من اجل حمايتهم من الانضمام للجماعات الإرهابية وماهي التدابير التي ينبغي اتخاذها لتعزيز التعاون بين سلطات الأمن والاستخبارات في البلدان المختلفة خصوصا في مجال تناول المعلومات.. فضلا عن ضرورة اشراك الجهات صاحبة المصلحة في تنفيذ استراتيجية مكافحة الإرهاب. وقد حظيت الجلسة باهتمام غير مسبوق خبيث ضمت قائمة المتحدثين ما يزيد عن 60 متحدثا من بينهم نائب الامين العام للأمم المتحدة بان الباسون ونائب رئيس شركة ما يكروسوفت ووزراء خارجية الارجنتين ونيوزيلندا وهولندا والنرويج والأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف.. كما شارك في الجلسة ممثلون للولايات المتحدةالامريكية وفرنسا وبريطانيا والصين.