انتهي عصر الأنبياء، كما ان الملائكة لا يعيشون بيننا، ولذلك لا أجد مبررا لمن يمتدحون الرئيس محمد مرسي" عمال علي بطال" فالرجل انسان كباقي البشر، يخطئ ويصيب، وهو يعرف ذلك جيدا، ولكن المنافقين" لعنهم الله" هم آفة كل عصر، فهم ينخرون كالسوس، يتملقون ويلعقون أحذية كل صاحب سلطة أو جاه، بحثا عن مصالحهم التي لا تنتهي عند حد، وهؤلاء هم اخطر أعداء كل مسئول، لأنهم يحاولون بنفاقهم الرخيص أن يبرروا كل ما يفعله المسئول، ويشيدون بأي شئ يفعله، رغم انه من الأفضل لكل من يجلس علي مقعد القيادة في مكان ما أن يجد من يواجهونه بأخطائه حتي يصلحها، لا أن يزينوا له كل شئ يقوم به، فيصنعون منه ديكتاتورا لا يري ولا يسمع إلا نفسه، ولا يقتنع بكلام أو آراء الآخرين، لأنه - حاشا لله - منزه عن كل خطأ أو نقص. أقول هذا بعد أن ازدادت خلال الأيام الماضية نبرة النفاق للرئيس مرسي بعد قراراته الجريئة بعزل المشير طنطاوي والفريق عنان أقوي رجلين في الجيش، ومن قبلهما إقالة رئيس المخابرات العامة، والغريب أن من كانوا يمدحون المشير، ويسبحون بحمده، لأنهم كانوا يظنون انه الحاكم الفعلي للبلاد، أصبحوا أول المهللين لمرسي وقراراته، وأشرس مهاجمين للمشير، تماما مثلما كانوا يفعلون أيام المخلوع، ثم انقلبوا عليه بعد نجاح ثورة يناير العظيمة، ولا أعرف، كما أنني لا اتخيل: كيف ينظر هؤلأء المنافقين لأنفسهم في المرآة، وهو يتحولون بين ليلة وضحاها- كالغواني بين أحضان الرجال- من مديح سيد"سابق أو مخلوع أو مقال" إلي الارتماء تحت أرجل السيد الجديد. يا سيادة الرئيس لا تنظر لهؤلاء المنافقين، ولا تعيرهم اهتماما، لأنهم أخطر عليك من ألد أعدائك، فأنت والبلاد بحاجة لمن يقول لك كلمة حق، أو نقد، لا من ينافقك، ويكذب عليك، لأنك لست إلها أو ملاكا، كما لا نتمني لك أن تصبح ديكتاتورا، بل نريدك حاكما عادلا، قادرا علي أن تأخذ بيد مصر لتتبوأ مكانها بين دول العالم المتقدم.