حملنا ماجمعناه من معلومات مؤلمة إلي الدكتور حسن العزاوي مدير إدارة الكلي والغسيل الكلوي بالقطاع العلاجي بوزارة الصحة فكشف لنا المزيد من التفاصيل في حوار خاص ل « الأخبار «، وإليكم التفاصيل.. ترتفع معدلات الإصابة بمرض الفشل الكلوي في مصر يوماً بعد آخر.. ما هي أبرز الأسباب ؟ - هناك عوامل كثيرة تتسبب في انتشار المرض علي رأسها العوامل البيئية، بسبب استخدام مياه الصرف الصحي لري الخضراوات والفواكه في معظم الأراضي الزراعية بمصر الآن والإسراف في استخدام المبيدات الحشرية والاعتماد علي « الهرومونات « سواء في الصوبات الزراعية أو المزارع السمكية أيضاً، ذلك إلي جانب عوامل صحية حيث إن بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر والسمنة وزيادة الوزن، إلي جانب المصابين بأمراض متعلقة بالجهاز المناعي أو بعض الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية كضمور بالكلي، كل هؤلاء يكونوا اكثر عُرضة للإصابة بالفشل الكلوي. ما النصيحة التي توجهها إلي مرضي الكلي بشكل عام كي لا يتطور المرض ؟ - أنصحهم بالبعد عن شيئين هما السكر والملح لأن الإفراط في تناول أي منهما خطر إلي جانب تناول المياه بمعدل لا يقل عن 3 أو 4 لترات يومياً. كم عدد وحدات الغسيل الكلوي في مصر ؟ - يبلغ عددها 737 مركز يشمل مراكز حكومية ومستشفيات تعليمية وعلاجية وتأمينا صحيا وجامعات ، وكان قد تم افتتاح 12 وحدة غسيل في القاهرة والجيزة والدقهلية وقنا والغربية والمنوفية وكفر الشيخ خلال عام 2015، ليصبح عدد الوحدات الحكومية فقط الآن 6000 وحدة. وكم عدد ماكينات أجهزة الغسيل الكلوي علي مستوي الجمهورية ؟ - إجمالي عدد الماكينات قرابة 12٫775 جهاز منقسمة بين 6000 جهاز للطب العلاجي، و1000 جهاز بالتأمين الصحي، و370 جهازا بالمراكز المتخصصة، و530 جهازا بالمستشفيات التعليمية، و55 جهازا للمؤسسات العلاجية، و4100 جهاز للعلاج الحر، و750 جهازا لمستشفيات القوات المسلحة. هناك حالات تدخل وحدة الغسيل وهي مُصابة بالفشل الكلوي وتخرج منها مُصابة بفيروس سي أو أي مرض مُعد آخر.. كيف تنتقل العدوي داخل وحدات الغسيل الكلوي ؟ وما هي نسبة الإصابة بالعدوي ؟ - بداية أود أن أقول إن انتقال العدوي سواء بفيروس «c» ، أو «B» أو فيرس الإيدز «H I v» أو الجذام من خلال الغسيل الكلوي كان منتشرا منذ حوالي 5 سنوات، ولكن الآن نسبة العدوي قلت جداً، بعد أن جهزنا الوحدات بأحدث الأجهزة وأجود انواع الفلاتر «HF»، وأصبح هناك لجان متخصصة للإشراف علي الوحدات في المستشفيات الحكومية لتلقي شكاوي المرضي وأيضاً يمكنهم إرسال أي شكوي لنا عبر الموقع الخاص لنا بالإنترنت أو عن طريق الفاكس، كما أحب أن أوضح أن معظم الحالات التي تنتقل إليها العدوي في الغالب تكون بسبب عدم تطبيق بعض وحدات الغسيل لقواعد ومعايير مكافحة العدوي ونحن نعاقب أي أحد يثبت أنه أخطأ علي الفور ولكننا لا نغلق الوحدة وذلك من أجل مصلحة المريض وحاجته للغسيل اولاً وأخيراً. شاهدنا حالات فقدت نظرها عقب دخولها جلسة غسيل كلوي.. فهل هناك مضاعفات قد تحدث لمريض الغسيل قد تتسب في «العمي» ؟ - هذه الحالات لابد أن نتطلع علي التقرير الطبي الخاص بها أولاً، من خلال الطبيب المعالج، وهناك جرعات « هيبرين « يحصل عليها المريض أثناء الغسيل لتزويد السيولة وان زادت جرعتها تضر المريض، ولكن أحياناً ضغط المريض اذا ارتفع قد يحدث بالفعل نزيف بالشبكية وقد يقفد بصره. هل هناك إجراءات اتخذتها الوزراة من أجل الحد من نقل العدوي ؟ - طبعاً فنحن منذ عام 2013 إلي عام 2016 وفرنا حوالي 4 ملايين كبسولة « البيكربونات « بحيث يتم حقنها بجهاز الغسيل بدلاً من استخدام « الأكياس» والتي كانت تحتاج غسلات مخصصة لتذويبها اولاً، وكل هذا من اجل تقليل العدوي والارتقاء بمستوي الخدمة. إذا انتقلنا إلي مستوي جهاز الغسيل الكلوي وجودته ومدي صالحيته للاستخدام.. لقد رصدنا سوقا سوداء لأجهزة الغسيل الكلوي والفلاتر الرديئة في « بير السلم» وأجهزة مستعملة غير صالحة تأتي كنفايات طبية مُهربة من الخارج.. كيف تدخل هذه الأجهزة إلي المستشفيات ؟ - ممنوع منعاً باتاً استخدام أجهزة غسيل كلوي مستعملة داخل المستشفيات الحكومية، وأي تجاوزات قد تحدث تكون خارج نطاق المراكز العامة، بينما يمكن ان تكون بالمستشفيات الخاصة والمستوصفات الخيرية وهناك جهة مشرفة عليها، ولكن ضعفاء النفوس كثيرون للأسف، بينما نحن نبذل قصاري جهدنا من أجل توفير أحدث الأجهزة في المستشفيات الحكومية حيث تم تزويد الوحدات في 2013 ب 500 جهاز وفي عام 2015 تم تزويدها ب 300 جهاز آخر وهناك خطة الان وعمل مناقصات من اجل الحصول علي عدد 500 جهاز غسيل كلوي بثمن 37 مليون جنيه، كما أن الإدارة تقوم دائماً بعمل إحلال وتجديد للأجهزة التي يمر عليها 10 سنوات وهو ما يعادل عمل 45 ألف ساعة. المأساة الأصعب التي رصدناها أيضاً عملية « التبرع» وما تحمله الكواليس من بيع وشراء لأعضاء أناس واستغلال فقرهم وحاجتهم.. وتُباع الكلي علي المقاهي.. هل هناك معايير للتبرع ؟ وكيف نقضي المنتفعين وتاجر المرض ؟ - نعلم جميعاً أنها «مافيا» كبيرة تستغل أولاد الشوارع والفقراء وتجارة ولكن كل ما حاولنا فعله هو وضع شروط في مقدمتها أنه لابد أن يكون المُتبرع قريب للمريض من الدرجة الأولي وأن تتطابق التحاليل والأشعة الخاصة به مع الشروط ولكن هناك تحايلا علي الشروط والقوانين وللأسف الحل الوحيد للقضاء علي هذه الظاهرة لابد أن يكون بقرار سياسي أو يتبني مناقشته البرلمان للقضاء علي مافيا تجارة الاعضاء.