بيع الحنة ورسمها من أهم أنشطة السودانيين فى أسوان لا يخلو شارع في أسوان من السودانيين ولا تتوقف حركة السفر بين الاخوة السودانيين ما بين قادم أو عائد إلي بلده، وكان من الطبيعي ان تكون لهم علي مدار سنوات طويلة مضت مناطق وشوارع وفنادق لتجمعاتهم يعرفها كل اهالي اسوان لدرجة ان أحد الشوارع اصبح معروفاً بينهم باسم «شارع السودانيين». لا يوجد حصر دقيق بأعدادهم في أسوان، ولكن بعض الاحصائيات تقدرهم بحوالي 5 آلاف سوداني، يأتون إلي اسوان بغرض التجارة باعتبارها مصدر رزقهم الرئيسي، وكانت لنا جولة في قلب مدينة أسوان وبالتحديد «شارع الشواربي» اشهر شوارع المدينة، افترش الباعة السودانيون الرصيف ببضائعهم السودانية الأصل والتي تلقي رواجاً كبيراً بأسوان. وتقول كلتومة إدريس «إحدي البائعات السودانيات» جئت لأول مرة لأسوان منذ خمس سنوات ومنذ ذلك الحين وأنا أتردد عليها واستقر طوال فترة اقامتي بفندق الأمين وهو المقر الرسمي للسودانيين غير المقيمين، حيث أعود كل عدة أسابيع للسودان لجلب البضاعة والقدوم اليها مرة أخري»، وتضيف قائلة «قديماً كان التنقل صعبا فلم يكن يتاح لنا سوي الانتقال عبر البواخر من ميناء وادي حلفا إلي ميناء السد العالي، أما الآن فقد ساعدنا ميناء قسطل البري علي التنقل بالاتوبيسات يوميا من وإلي السودان» وتشتهر البائعات في أسوان ببيع كل من الحنة السوداني، والمنتجات الجلدية يدوية الصنع والخمرة والمحلبية والدلكة، والبخور الأصلي والصندل، ويتم تصديرها لمختلف المحافظات ومصدرها الرئيسي السودان. وتقول لنا «بركة جمال» إحدي راسمات الحنة: «أقيم في أسوان بصفة دائمة منذ سنة ونصف، وقد أصبحت في هذه المدة القصيرة من أشهر راسمات الحنة بأسوان، وأقوم بإعداد العروس قبل زفافها واتنقل لكل أركان المحافظة حيث يتم طلبي بالاسم» وعن أشهر مناطق تمركزهم يوضح لنا «جمال النيل» والذي يقيم بأسوان منذ 11 عاماً، أشهر مناطق السيل وأطلس حيث يكثر وجود الاسر السودانية هناك، كما أن هناك نسبة كبيرة أيضا تقطن بمدينة أبو سمبل السياحية إلا انهم يفضلون دائما مدينة أسوان حيث الرواج التجاري، ويضيف أنه يعمل في تجارة الأحذية الجلدية ويقوم بتوزيعها لكل من مدن دراو وكوم امبو، حيث يقبل عليها الكثيرون خاصة المزارعين موضحاً ان أسوان تعد لكل سوادني موطنا أصليا فيشعر دائما بوجوده وسط اقاربه خاصة انه يجمعهم بالمصريين صلات دم ورابط تاريخي طويل.