شريف منير .. فى مسلسل » الصفعة« من الاعمال الدرامية الجيدة التي حرصت علي متابعتها بشكل دائم حلقات »الصفعة« التي كان لي شرف قراءتها قبل أن تتحول إلي عمل درامي حيث اختارتني المهندسة الكبيرة راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج انذاك لوضع تقرير عنها وقد أسعدني حظي بلقاء صاحب القصة وبطلها لواء دكتور عادل شاهين وقد أبهرتني الحدوته الدرامية وهزتني أحداثها التي ترصد إحدي العمليات المهمة في عمل جهاز المخابرات خلال فترة تاريخية بالغة الخطورة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ قيام ثورة يوليو عام 1952 ومرورا بأحداث سياسية مثيرة غيرت من خريطة المنطقة العربية بل والعالمية ايضا. وقد نجح كاتب القصة اللواء عادل شاهين في تقديم قطعة »قماش« أشبه بلوحات »لكنڤاه« المصنوعة بجهد توافرت له كل عناصر المتعة والفن و الفكر في رسم بانوراما شديدة الصدق عن عمل رجال المخابرات العامة في ظل ظروف صعبة ومعقدة خلال سنوات مليئة بالتحديات استطاعت مصر اجتيازها بنجاح بفضل كتيبة من الفرسان اصحاب العيون الساهرة ليل نهار لحماية ترابنا الوطني وامننا القومي. وببراعة شديدة التقط السيناريست الموهوب أحمد عبدالفتاح قصة »الصفعة« لعادل شاهين وحولها إلي ملحمة درامية تمثل بالنسبة لنا جميعا نوبة صحيان لنظل في حالة من اليقظة والانتباه فالسلام في حاجة دائما للقوة التي تحميه. والعمل يقدم للمشاهد في نفس الوقت خلفية سياسية مهمة عن الجانب الاخر إسرائيل وطبيعة تكوينها السياسي والأمني واجهزتها الدفاعية والتركيبة السكانية و الطبيعة الجغرافية والأسلوب الذي تدار به الدولة والدور الذي تلعبه الاجهزة الامنية هناك علي المستويين الداخلي »الشين بيت« والخارجي »الموساد« وغيرهما من الأجهزة الاخري التي ينبغي ان نتعرف عليها كثقافة لفهم شخصية الطرف الأخر. وتميز سيناريو العمل بحبكة درامية جيدة وبناء قوي للشخصيات وحوار ثري سهل وسلس والصراع كان يتصاعد دائما مع مراحل تطور شخصية »باروخ« وأسرته قبل الهجرة إلي إسرائيل ومرورا بكل ما تعرض له في رحلته حتي تم إعداده ليكون جاسوسا علي مصر التي تركها عام 1957 عقب قضية »لافون« إلي أن تم القبض عليه في اليمن في عملية تعد من أقوي عمليات جهاز المخابرات العامة. وحلقات »الصفعة« تتميز ايضا بتدفق هائل من الاحداث الدرامية التي تمثل عمليات التموية والاخفاء التي تم بها نقل »باروخ« إلي القاهرة وفقا لخطة خداع أمنية محكمة ومبهرة لقنت الاجهزة الامنية الاسرائيلية » الموساد« درسا لا ينساه حتي الآن. إنني أهنئ المخرج الكبير مجدي أبوعميره علي براعة تنفيذ العمل وتقديمه في صورة مشرفة وقد جاء الايقاع سريعا والتصوير رائعا وإختيار النجوم زاد من متعة وجاذبية حلقات »الصفعة« وكان شريف منير نجما فوق العادة حيث جسد ببراعة شخصية الجاسوس »باروخ« واضاف لنفسه رصيدا جديدا من الادوار المميزة و والصعبة ثم جاء هيثم أحمد زكي في دور ضابط المخابرات الذكي الذي تولي ملف هذا العميل واؤكد ان هذا الدور يمثل انطلاقا فنية جديدة لهذا النجم الشاب الذي يحمل بداخله جينات الموهبة التي ورثها عن والده الراحل العظيم أحمد ذكي. وهناك ممثلون أخرون من اصحاب الاداء الرفيع اذكر من بينهم عزت أبوعوف وشيرين رضا بورال وغادة إبراهيم »لليان« وسناء شافع وفوزية ومحمد أحمد ماهر وهيدي كرم إلي آخره من النجوم الكبار.