طوال أيام وليالي شهر رمضان تطاردني العديد من الاسئلة الحائرة التي فشلت كناقد فني محترف لاكثر من 40 عاما أن أجد لها أجابة واضحة تشفي غليلي وتسكن آلامي التي تعرضت بسببها للإصابة بحالة من الارهاق الشديد حيث تضطرني طبيعة عملي متابعة اكثر من 40 مسلسلا علي مدي ساعات الليل والنهار من خلال القنوات الارضية والفضائية. وكانت من بين الاسئلة التي سيطرت علي عقلي ولم أجد لها إجابة شافية هي: متي نتخلص من فوضي الإنتاج الدرامي الرمضاني الذي ينزل علي رءوسنا كالسيل المنهمر سنويا مع حلول شهر رمضان وكيف ونحن تحديدا في هذا العام نعاني من أزمة اقتصادية صعبة بل وطاحنة ننفق الملايين من الجنيهات في أمور التسلية والمؤسف ان من بين هذا الحكم الهائل من الأعمال جاءت مسلسلات جيدة وأخري وهي الاكثرية كانت سطحية وساذجة وتسئ للذوق العام بالفاظ ومفردات أقل ما توصف بها إنها هابطة ودون الحد الادني من المستوي الأخلاقي. ثم كان الادهي من كل ذلك تعبئة العلب بإنتاج درامي أنفقت عليه مبالغ طائلة في القطاعات التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون ولم يتم بكل أسف تسويقه ولم تأت عليه الإعلانات المناسبة في القنوات التي تحملت مسئولية عرض هذه الأعمال ولأ أدري كيف تم السماح بكل هذا الإنتاج الضخم خاصة في تلك الجهات الانتاجية الحكومية في ظل النقص الحاد في السيولة وعدم سداد جميع المستحقات المالية لنجوم وصناع هذه الاعمال. وهناك عشرات من الاسئلة الأخري عن المسلسلات التي خرجت من الماراثون الرمضاني ولم تستكمل التصوير لأسباب بعضها خفي وبعضها الآخر غامض!! إنني أحاول من خلال هذا العرض النقدي الذي أقدمه إبتداء من هذا الاسبوع ثم وإن كان في العمر بقية أقوم باستكماله في الأسبوع التالي حيث اقدم من وجهة نظري قراءة لافضل الاعمال الدرامية التي شاهدتها بحكم عملي وفيها من خرج من حساباتي في التصفيات الاولي بينما أستمرت اعمال اخري حتي نهاية الشهر الكريم لتميزها الفني. ياليتنا نخطط من الآن في رؤية إنتاجية واضحة في مجال الدراما نبدأ في تطبيقها مع رمضان المقبل في عام 2013 من اجل احترام آدمية الناس وعقولهم واوقاتهم وفوق هذا وذاك مواردنا المالية التي انفقنا منها هذا العام ما يقرب من نصف مليار جنيه وتلك هي المصيبة! والآن إلي عرض وجهة نظري في الدفعة الاولي من الاعمال الدرامية الجيدة .