فجرت دعوة القس الأمريكي العنصري تيري جونز لاحراق المصحف الشريف يوم 11 سبتمبر ثم تهديده بالرجوع عن قراره بعدم احراق المصحف غضب ومرارة المسلمين بالسعودية مع دعوة لإحياء المصحف الشريف في 11 سبتمبر من كل عام عبر إنشاء مجمع لطباعة المصحف في كل دولة إسلامية علي غرار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة، ولتكن المحطة الأولي لهذا المجمع الطباعي الأزهر الشريف من خلال حملة تبرعات ضخمة من المسلمين لإقامة هذا المجمع، والمجمعات الطباعية الأخري، ليكون ردا مفحما علي أي شخص في حجم القس الأمريكي، الذي وصفوه بالأحمق وقالوا: إنه يستطيع تمزيق أوراق المصحف ولكن لا يستطيع نزعه من قلوب المسلمين، فالقرآن الكريم محفور ومحفوظ في قلوب المسلمين. وقد أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي دعوة القس تيري جونز راعي إحدي الكنائس في ولاية فلوريدا في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي جعل يوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لإحراق القرآن الكريم . وقال الأمين العام للرابطة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان أصدره امس الاول إن الإقدام علي إحراق القرآن الكريم عدوان وقح علي رسالة الإسلام واعتداء سافر علي مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار من الناس. ووصف الدكتور التركي تصريحات القس تيري جونز بالوقاحة والتطرف وأنها تصريحات تثير البغضاء والكراهية بين الناس. وقالت الصحف السعودية الصادرة أول أمس إن هناك حالة عامة من الرفض لما أعلن عنه القسُّ الأمريكي المغمور، وتدل هذه الحالة علي أن العقل البشريّ ما زال بخير، وأنّ الميل إلي التسامح والتعايش هو الطبيعة البشريّة الأنقي، وفي ذلك إشارة إلي أن قوي التطرف مرفوضة برغم محاولاتها إعادة العالم إلي التقاتل من جديد، إذ لم يقتصر رفض هذا الفعل علي المسلمين وحسب، وإنّما تجاوزهم إلي الكثير من المؤسّسات الدينية المسيحية، وإلي الساسة الأمريكيين أنفسهم، ومن البدهي أن ترفضه المؤسّسات الدينية الإسلاميّة، وتحذر من عواقبه. وطالبت صحف السعودية الإدارة الأمريكيّة أن تسعي - سعيا يتجاوز الرفضَ اللفظيَّ - إلي وقف مثل هذه الاعمال المشينه لأنّها تُعرّض حياة مئات الآلاف من الأمريكيين خارج أمريكا - للخطر، ونخصّ بذلك الجنود الأمريكيين في غير مكان من العالم الإسلامي، كما أنّه قد يؤدي إلي خلل أمني كبير داخل الولاياتالمتحدة نفسها، فليس من الممكن تصوّر ردود الأفعال، وما يمكن أنْ يؤدّيَ إليه عملٌ متهور كهذا، ولذا فإنّ إيقاف تنفيذه مهمّةٌ أمنيّة أمريكيّةٌ خالصة. وتساءلت صحيفة الرياض هل بدأت حروب الأديان تأخذ اتجاهاً تصاعدياً؛ بحيث لم تقف عند الشعوب المتخلفة بل قفزت لأوروبا وأمريكا، وصار التشويه لنبيّ أو صاحب رسالة صفقة تجارية لأداة النشر والناشر، والكاتب؟ ولعل أكثر من تعرض للاستفزاز هم المسلمون الذين وضِعوا علي لائحة الإرهاب بكليتهم، وليس بالنسبة البسيطة التي مارست الإرهاب أو احتضنته أو روجت له. وبينت الصحيفة أن الغرب لديه مقوّمات الردع العقلي في نظمه ودساتيره، وتقبُّل شعوبه حرية الفكر والرأي، لكن بدون تحريض أو تمييز ديني أو عنصري، خاصة إذا ماعلمنا أن تلك المجتمعات لديها جاليات كسبت مواطنتها وتدين بالإسلام، وما لم تراعِ مشاعرها فقد تحاول كسب حقها بالقوة وهو منطق يتعارض مع المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن دياناتهم وأعراقهم.