يقول الله سبحانه «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع» القرآن كتاب ربنا أنزله الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لتثبيت فؤاده وللرد علي أسئلة المشركين وليحمل الدليل علي إعجاز القرآن. وقد تحداهم الله أن يأتوا بسورة واحدة وعجزوا في كل المراحل.. حتي الآن.. ومازلنا في رحاب القرآن وقد اخترنا منه آيات للذكري فيقول الله «يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين». الله يأمرنا أن نأكل مما خلق الله في الأرض من الحلال الذي لم ينزل تحريمه ولا تسيروا وراء الشيطان الذي يزين لكم أكل الحرام أو تحليل الحرام لأن الشيطان يزين للإنسان ما هو سييء أن الشيطان يوسوس للناس ويدعوهم إلي ما يحزنهم في العاجلة والآجلة ومما يشتد فحشه مثل شرب الخمر وأكل الربا والفحشاء. وتستمر الآيات «يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا ا لله إن كنتم إياه تعبدون» الله يقول لنا كلوا كل حلال خلقه لنا في الأرض ونهيناكم أن تتبعوا خطوات الشيطان فإن فعلتم هذا فقد اهتديتم فإن لم تطيعوا الله فإنه يخص المؤمنين بهدايته لأنه بين لهم الحلال والحرام لقد أباح الله لنا أن نأكل من لذيذ الطعام الطيب غير الخبيث فاشكروا الله علي نعمائه التي منحها للإنسان وأباح للإنسان من الطيبات من الأكل ومن نعم الله الطاعة والامتثال لأمره وهكذا تتم عبادة البشر. ويقول الله سبحانه وتعالي «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون» تأتي هذه الآية في ثنايا الحديث عن الصيام ليستلهم منها المؤمن قرب الصائم من ربه واستجابة الله سبحانه وتعالي لدعائه فإن الصوم لا يطلع علي جزائه إلا الله ويقول صلي الله عليه وسلم «يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ما أجمل هذه الآية وما أبدع التعبير فيها عن قرب الله الكريم من العبد إذا دعاه ويقول الرسول «إن للصائم عند فطره دعوة لاترد» وقال الرسول أيضا «ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتي يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء. ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين». ويقول الدكتور عبدالله شحاتة في كتابه تفسير القرآن: إن الدعاء في حقيقته مظهر من مظاهر العبادة الحقة فهو اعتراف لله بالربوبية وأنه علي كل شيء قدير وفي الدعاء عرفان من العبد بالذل والانكسار وإقرار بالعجز والافتقار لتصحيح نسبة العبودية. ويسن الدعاء في جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبات وبين الأذان والإقامة وعند السجود وعند السحر في الربع الأخير من الليل وهو الوقت الذي تنام فيه العيون ويبقي الله الواحد القيوم ويقول النبي صلي الله عليه وسلم «ينزل ربنا كل ليلة إلي سماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الأخير فيقول «من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له» ويقول الله لكل البشر «تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين» أن ما اختاره لكم من الآيات التي أنزلها الله هي آيات لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها نزود بها البشر بتجارب البشرية كلها في جميع عصورها والناس في كل زمان ومكان يلجأون إلي الله خاصة عندما تنزل بهم الشدائد لكي يرشدهم ويأخذ بيدهم إلي طريق السعادة.