38 ألف جندي حصدت الحرب العالمية الثانية أرواحهم، وعلي مدار 75 سنة تالية كتب الزمن كلمة النهاية في حياة بقيمة من شاركوا فيها. رحل الجميع لكنهم تركوا وراءهم 17 مليون قاتل شره، ينتظر كل منهم فريسته بصبر يحسد عليه. انها الألغام التي تنتشر علي مساحة 683 فدانا ممتدة من غرب الاسكندرية حتي الحدود الليبية، وتهدد أبناء الصحراء الغربية بموت قد يحل في أي وقت. أمام هذا الخطر المحتمل وقف الجميع عاجزين، خاصة مع عدم وجود خرائط دقيقة توضح أماكن الالغام للتعامل معها، لهذا كانت التوعية هي الأساس في عملية المواجهة. وقد اطلقت الأمانة التنفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بوزارة التعاون الدولي حملة لتوعية تلاميذ مدارس التجمعات الصحراوية النائية بمخاطر الألغام، تشارك بها محافظة مرسي مطروح ومديرية التربية والتعليم والأزهر. ويوضح أبوالحجاج حسن المنسق الإعلامي للأمانة التنفيذية للحملة أنها تستمر حتي أول ابريل، وتهدف إلي تدريب التلاميذ علي كيفية التعامل مع الأجسام الغريبة وأساليب التصرف الآمن عند العثور علي احدها. ويشير إلي انها تسعي إلي خفض حالات الإصابة إلي ادني معدلاتها، واضاف انه تم البدء بمدارس منطقة النجيلة غرب مطروح، باجراء تدريب عملي لتوجيه الاطفال بعدم العبث بالجسم الغريب أو وضعه في النار مع الاتصال بالجهات المسئولة أو ابلاغ إدارة المدرسة. وبرر أحمد عامر المنسق العام للأمانة التنفيذية استهداف التلاميذ بأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالألغام، نتيجة ممارسة الأنشطة المختلفة، سواء تمثلت في اللعب أو الرعي أو المساعدة في الزراعة والحصاد. الألغام ليست الميراث الوحيد الذي خلفته الحرب، فقد تركت وراءها ثلاث مجموعات أساسية من المقابر، الأولي «مقابر الكومنولث»، وتضم رفات قتلي الحلفاء من جنود بريطانيا، نيوزيلاندا، فرنسا، استراليا، الهند، وجنوب افريقيا، والثانية تقع بمنطقة تل العيس وتضم رفات اكثر من 4200 جندي وضابط الماني، وقد بنيت علي هيئة قلعة حصينة مقسمة إلي ثماني غرف، احدها تضم 80 جنديا مجهولا، وتتوسط الغرفة مسلة مدون عليها عبارة: «احترسوا في الموت.. واحترموا الحياة». أما المقبرة الثالثة فهي الايطالية وتعتبر الاكثر فخامة وتضم جثث 4800 جندي ايطالي، كما يوجد بها كنيسة وقاعة الذكريات ومتحف صغير للأسلحة والخرائط التي استخدمت بالحرب، ولوحة من الرخام توضح ان الصحراء ابتلعت اجساد 38 ألفا ممن شاركوا في الحرب. مرسي مطروح - مدحت نصار