نظريا.. يمكن لرئيس الولاياتالمتحدة أن يبدأ حربا نووية بقرار شخصي دون أية مراجعات أو حسابات.. معهد بروكنجز للدراسات البحثية أعد دراسة افتراضية حول المرشحين المحتملين لرئاسة أمريكا ومن منهم قد يبدأ حربا نووية في ظل الشخصيات الغريبة والمثيرة للجدل لمعظم المرشحين.. ويؤكد التقرير أن امريكا ستحظي يوما ما برئيس مختل عقليا يتخذ قرارات غير مسئولة، وهو ما سيشكل خطرا علي البشرية التي قد تجد نفسها مضطرة إلي حرب نووية تستمر عقودا - إن لم يكن قرونا - قادمة، وسيكون الحل الوحيد لها هو التخلص من كل الأسلحة النووية. وعلي الرغم من ان نص قانون القوة العسكرية يلزم الرئيس الأمريكي بطلب موافقة الكونجرس قبل اي تحرك عسكري بستين يوما، إلا ان معظم الرؤساء يجدون ذلك النص غير دستوري، ويمكن في حالة حدوث أي طارئ أن تندلع حرب نووية قد تدمر الأرض خلال أيام أو ساعات دون انتظار موافقة الكونجرس كما أن الرئيس لا يحتاج استئذان الكونجرس خلال الحرب لاستخدام الأسلحة النووية، وباختصار يمكن للرئيس دستوريا أن يضغط بنفسه علي زر اطلاق السلاح النووي أو يأمر أحد العسكريين بذلك وهو ما لا يستطيع رفضه وإلا سيعرض نفسه للعزل والمحاكمة العسكرية. ويوضح التقرير أن ترشح دونالد ترامب للرئاسة يعيد إلي الأذهان ضرورة مناقشة مستقبل البشرية في ظل اعطاء الحق لشخص في قتل ملايين البشر بقرار فردي، حتي إذا كانت شهرة ترامب مبنية علي بعض الجدل غير المؤذي ولكن لا أحد يعرف رؤساء المستقبل وما إذا كانوا مختلين عقليا، مثل كيم جونج أون في كوريا الشمالية. وكتب الخبيران في الشئون النووية بروس بلير وسكوت ساجان عن مخاطر القوة النووية واحتمالات التعرض لها عن طريق الخطأ أو نتيجة لتوتر مسئول عسكري وضع في المكان الخطأ ولكن تقرير مركز بروكنجز يضيف لتلك التحذيرات احتمالية حدوث حرب نووية بواسطة رئيس مختل عقليا، ورغم كل صفاته السيئة لا يعتبر ترامب مختلا ولكن مجرد ترشحه يطرح التساؤل من جديد. ويؤكد التقرير أن الولاياتالمتحدة بحاجة لضمانات اضافية ومعايير تمنع استغلال السلاح النووي في الحرب ولتقليل احتمال ارتكاب الرئيس الأمريكي لهذا الخطأ الفظيع يتحمل الذي قد يؤدي إلي فناء الكون، حيث كانت السيناريوهات السابقة للحرب النووية مبنية علي أساس الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق والآن يبدو ذلك أقل احتمالا ولكن لازال هناك خطر كوريا الشمالية علي الاراضي الامريكية وكذلك حلفاء واشنطن في طوكيو وسول وغيرهما، وبالتالي فإن مراجعة قرار الرئيس بشأن استخدام السلاح النووي يجب أن يكون سريعا وآمنا للغاية، كما يجب ان يتضمن مشاورة مع قادة الكونجرس، واقترح تقرير بروكنجز خيارين لتلك المراجعة، الأول بالحصول علي أغلبية أصوات 6 من قادة الكونجرس وهم المتحدث باسم مجلس الشيوخ، زعيما الأقلية والأغلبية داخل المجلس، الرئيس المؤقت لمجلس النواب وزعيما الأغلبية والأقلية داخل مجلس النواب، والخيار الثاني هو الحصول علي موافقة عضوين علي الأقل من المحكمة العليا الأمريكية.