شهدت العاصمة اليابانيةطوكيو مساء امس اعمال القمة المصرية اليابانية بمقر رئاسة الوزراء اليابانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و رئيس وزراء اليابان «شينزو آبي»، حيث كان في استقباله آبي وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين لمصر واليابان.؛ آبي: شراكة مصرية- يابانية في التعليم و 18 مليار دولار استثمارات جديدة بالقاهرة وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأنه تم عقد جلسة مباحثات موسعة بين الرئيس ورئيس وزراء اليابان بحضور وفدي البلدين، حيث رحب رئيس الوزراء الياباني بالرئيس في زيارته الأولي لليابان والتي تعطي قوة دفع جديدة للعلاقات الممتدة بين البلدين، مشيداً بكلمة الرئيس في البرلمان الياباني صباح امس، ومنوهاً إلي أنها عكست مدي تقدير مصر لليابان، وتركت في نفوس أبناء اليابان أطيب الأثر. وأشار رئيس الوزراء الياباني إلي أن بلاده تولي لعلاقاتها مع مصر اهتماماً كبيراً، سواء علي الصعيد الثنائي أو الاقليمي، باعتبارها محوراً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومنوهاً إلي أن زيارة الرئيس تمثل فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر حول سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التنسيق في المحافل الدولية. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولي إلي اليابان، باعتبارها دولة ذات حضارة عريقة، ونجحت في تحقيق تقدم كبير علي كافة الأصعدة، جعل منها نموذجاً رائداً يحتذي به، منوها إلي اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع اليابان لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين. وهنأ «آبي» الرئيس علي نجاح الانتخابات البرلمانية وتشكيل مجلس النواب باعتبار ذلك يمثل الخطوة الأخيرة في استحقاقات خارطة المستقبل، متمنياً لمصر التوفيق في النهج الديمقراطي الذي يناسبها. وأكد رئيس الوزراء الياباني علي وقوف اليابان بجوار مصر من أجل دفع عملية التنمية الشاملة، مشيداً باستراتيجية مصر للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030» التي تم طرحها مؤخراً. ورحب رئيس الوزراء الياباني بتشكيل جمعية الصداقة البرلمانية المصرية اليابانية لتساهم في إثراء البُعد البرلماني في العلاقات الثنائية. وذكر رئيس الوزراء الياباني أن بلاده ستواصل تعزيز تعاونها الاقتصادي مع مصر من خلال مساعدات التنمية الرسمية ومساهمة البنك الياباني للاستيراد والتصدير في تمويل بعض المشروعات التي تنفذها اليابان في مصر. وفي هذا الصدد أشار «آبي» إلي الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة بشأن تنفيذ مشروعات بقيمة تريليونيّ ين في مجالات البنية التحتية وإنتاج الطاقة الكهربائية، وتقديم قرض بقيمة 41 مليار ين لتحسين نظام توزيع الكهرباء في مصر، بالإضافة إلي المساهمة في تطوير قطاع الصحة في مجال مكافحة العدوي والارتقاء بصحة المرأة والطفل. ونوَّه رئيس الوزراء الياباني إلي تأسيس شراكة مصرية يابانية للتعليم من أجل تطبيق نظام التعليم الياباني في المدارس المصرية، فضلاً عن تقديم 2500 منحة علي مدار خمس سنوات للطلاب والمتدربين المصريين لإعداد الكوادر البشرية المصرية والمساهمة في تنمية مهاراتهم. وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الياباني مواصلة بلاده دعمها للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استعرض مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، والاجراءات التي تم اتخاذها لتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار. وأكد الرئيس ترحيب مصر بالمستثمرين والشركات اليابانية، مشيرا إلي وجود العديد من الفرص الواعدة في الكثير من المجالات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية، بالاضافة إلي قطاع الصحة، وعلاج مرضي فيروس سي، فضلاً عن استكمال مشروع المتحف المصري الكبير.. وقد تطرق اللقاء إلي الأوضاع الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم التباحث بشأن الأزمة السورية، وسبل مكافحة الإرهاب. وقد استأثرت القضية الفلسطينية بجزء هام من المباحثات بشأن الأوضاع الاقليمية، حيث أكد الرئيس علي أهمية تسوية تلك القضية لتوفير واقع إقليمي جديد يحقق الأمن والاستقرار للجميع، ويكفل حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. كما توافق الجانبان علي أهمية تعزيز التنسيق في مجلس الأمن، في ضوء عضوية البلدين بالمجلس لعامي 2016-2017. وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيس ورئيس الوزراء الياباني توقيع اتفاق لقرض ميسر تقدمه وكالة الجايكا لتمويل ثلاثة مشروعات هي توسيع مطار برج العرب، وإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات في الغردقة، فضلاً عن رفع كفاءة ثلاث شركات لإنتاج وتوزيع الكهرباء في مصر. وقد عقد الجانبان مؤتمراً صحفياً، كما أقام رئيس الوزراء الياباني مأدبة عشاء تكريماً للرئيس والوفد المرافق له. وأعرب السيسي خلال الموتمر الصحفي المشترك مع آبي عن تقديره لحفاوة الاستقبال التي لاقيناها خلال هذه الزيارة المهمة، والتي أكدت مجدداً خصوصية العلاقات بين مصر واليابان وحرص البلدين علي تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها بما يتناسب مع تطلعات الشعبين الصديقين ورغبتيهما في التغلب علي التحديات المشتركة وتطوير التعاون التنموي والاقتصادي في عدد من المجالات الحيوية.. وقال: أود أن أؤكد، استمرار تقدير مصر حكومة وشعبا لصداقتها مع اليابان واعتزازنا بمساهمة البلدين عبر تاريخهما العريق في إثراء الحضارة الإنسانية، وقد عكست مباحثاتي مع فخامة رئيس الوزراء «شينزو آبي» ومع عدد من القيادات اليابانية حرصنا علي تطوير التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي وإعطاء علاقاتنا دفعة جديدة في مختلف المجالات التنموية وبصفة خاصة مجالات التعليم والطاقة والنقل والتي تشهد هذه الزيارة التوقيع علي عدد من الاتفاقيات بشأنها. وأضاف الرئيس: لعل التعاون الواعد بين البلدين في مجال التعليم وفي عدد من المشروعات الثقافية العملاقة ، يعد أحد أهم مجالات التعاون التي سوف تمثل نقلة نوعية في مستوي التعاون بين البلدين وتقدم نموذجا آخر لما يمكننا أن نحققه سويا في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. وقد أكدت المباحثات التي أجريتها مع فخامة رئيس الوزراء «شينزو آبي» استمرار تقارب رؤي البلدين تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية من واقع اشتراك مواقفنا الداعمة لجميع الجهود الخاصة بإحلال السلام والاستقرار حول العالم.. وقال السيسي: وأود أن أخص بالذكر، ما تطرقنا إليه في مباحثاتنا بشأن ضرورة مضاعفة جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي بات يهدد السلم والأمن الدوليين ويشكل خطراً لا يعرف الحدود أو يميز بين دولة وأخري، كما تطرقت مباحثاتنا إلي عدد من الأزمات الدولية والإقليمية الملحة واتفقنا علي ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي للعمل علي التوصل لتسويات سياسية عادلة ومستدامة لهذه الأزمات ومواصلة تنسيق مواقف البلدين في إطار الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولقد أصدرنا بياناً مشتركاً يعكس ما تطرقنا إليه في المباحثات، ويتضمن أهم نتائج هذه الزيارة المهمة التي نعتبرها إنجازاً يليق بالبلدين العريقين.، واختتم الرئيس كلمته بتوجيه الشكر مجدداً إلي حكومة اليابان بقيادة رئيس الوزراء الذي ألمس وأقدر حرصه الشخصي علي تعزيز علاقات التعاون بين بلدينا الصديقين في مختلف المجالات. ومن جانبه استهل تشينزو آبي رئيس وزراء اليابان كلمته خلال المؤتمر الصحفي بالترحيب باللغة العربية بالرئيس السيسي قائلا «مرحبا» وأضاف يسعدني ان يتجدد لقائي مع الرئيس بعد زيارتي للقارة في يناير من العام الماضي، مؤكدا ان اليابان تنظر الي مصر ،كأساس للامن والاستقرار بالمنطقة وأننا نقدر بشدة ما يبذله الرئيس السيسي من جهود نحو الديمقراطية وتنفيذ خارطة الطريق رغم تزايد التعقيدات في الشرق الأوسط.. واشار الي ان هذا هو ثالث لقاء قمة يجمعهما وتم خلاله الاتفاق علي تسريع وتيرة العلاقات الثنائية وأصدرنا بيانا مشتركا يتعلق بالتعاون بين البلدين ودور اليابان في جهود التنمية بمصر حيث تم الاتفاق علي التعاون في مجال التعليم وتاهيل الكوادر المصرية كما اتفقنا علي تأسيس مشروع للشراكة المصرية اليابانية في مجال التعليم ويسعدنا استقبال 2500 دارس ومتدرج خلال السنوات الخمسة القادمة بغرض ادخال نظام التعليم الياباني في مصر.. وقال آبي: ان هناك جهودا تبذل من جانب الحكومة والقطاع الخاص باليابان لتعزيز التعاون مع مصر وسوف يتم التوقيع خلال اللجنة الاقتصادية المشتركة علي مشروعات قيمتها تريليوني ين ياباني «18 مليار دولار» في مجال الطاقة الكهربائية بمشاركة الشركات اليابانية بما يدفع العلاقات الي آفاق جديدة، وعبر ابي عن عزم حكومته علي دعم أنشطة الشركات اليابانية في مصر وقال انه تم الاتفاق ايضا علي تسريع التعاون في مجالات بناء المتحف المصري الكبير وتاهيل الكوادر الفنية المصرية ورفع مستوي الخبرات الطبية.. وأضاف انه علي صعيد القضايا الدولية هناك تفاهم تام لتحقيق السلام والازدهار بالمنطقة والمناطق الآخري من العالم انطلاقا من عضوية مصر واليابان غير الدائمة بمجلس الأمن واختتم آبي كلمته قائلا: يسعدني ان أعلن أمامكم عن قفزة نوعية في العلاقات المصرية اليابانية مع زيارة الرئيس السيسي.