استمرت الهدنة في سوريا لليوم الثالث علي التولي وسط تحذيرات من المعارضة بأن وضعها «الهش» يهدد بإلغاء الهدنة بشكل كامل، فيما قال الاتحاد الأوروبي إن وقف إطلاق النار «متماسك» بدرجة كبيرة رغم الانتهاكات. وقال أسعد الزعبي، رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية، إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ السبت أصبح يواجه «إلغاء كاملا» بسبب هجمات القوات الحكومية التي قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدة وروسيا. وأَضاف أسعد أن الهدنة «انهارت قبل أن تبدأ وأن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك». من جانبه، قال السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطي، ينس ستولتنبرج، إن الهدنة الهشة في سوريا متماسكة بدرجة كبيرة فيما يبدو لكن الحلف قلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا. وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي في الكويت «رأينا بعض التطورات المشجعة علي أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار». وأضاف «هذا الاتفاق والتنفيذ الكامل للاتفاق هو أفضل أساس ممكن لتجديد الجهود من أجل التوصل إلي حل سياسي سلمي للأزمة السورية عن طريق التفاوض». في المقابل، قال الكرملين أمس معلقا علي وقف إطلاق النار في سوريا إن «العملية مستمرة» وإن كان واضحا من البداية أنها لن تكون سهلة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر هاتفي «كان مهما للغاية التوصل إلي وقف لإطلاق النار، العملية مستمرة». علي الصعيد نفسه، طلبت فرنسا اجتماعا لمجموعة العمل حول الهدنة في سوريا «بدون ابطاء» وذلك اثر معلومات عن استمرار الغارات كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت في جنيف. ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون السوري الرسمي إن قوات الحكومة استعادت السيطرة علي طريق رئيسي مؤد إلي مدينة حلب الشمالية من قبضة مسلحي تنظيم «داعش». وأضاف المرصد أن المعارك مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب شرقي محافظة حلب. وقال التلفزيون الرسمي السوري أمس إن قوات الحكومة تقوم بتطهير الطريق الذي يمر عبر بلدة خناصر من الألغام. علي الصعيد الإنساني، أعلن مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أمس أن الجوع قد يكون أودي بحياة الآلاف خلال حالات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا. وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن «التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب. واستطرادا، فحصار المناطق يقع في الخانة نفسها».