بدأت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اجتماعا أمس في الرياض، بحسب متحدث باسمها، في لقاء يرجح أن يخصص لبحث الهدنة التي تعمل الولاياتالمتحدة وروسيا علي تنفيذها في سوريا. وقال المتحدث منذر ماخوس إن «ثمة اجتماع« للهيئة التي انبثقت عن لقاء أطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة في الرياض في ديسمبر الماضي لتوحيد رؤيتها حول مفاوضات مع نظام الرئيس بشار الأسد. وأشار ماخوس إلي أن الاجتماع قد يستمر يومين أو ثلاثة، وسيخصص لبحث التطورات منذ قرار المعارضة المشاركة في مفاوضات دعت إليها الأممالمتحدة الشهر الماضي في سويسرا. ويأتي الاجتماع وسط سعي من واشنطن، وروسيا للتوصل إلي هدنة في النزاع العسكري الذي أودي بحياة أكثر من 260 ألف شخص في خمسة أعوام. من جهة أخري، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إن قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا ليس مطروحا مضيفا أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تضم كل دول التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش». وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة إن الضربات الجوية الروسية هي أكبر عقبة أمام وقف إطلاق النار في سوريا. ميدانيا، تمكنت فصائل إسلامية معارضة من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخري من قطع طريق استراتيجية أمس تربط مناطق سيطرة قوات النظام في محافظة حلب بمناطق سيطرتها في سائر المحافظات السورية، بعد شن الطرفين هجوما متزامنا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «مقاتلين من الحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم جند الأقصي ومقاتلين من القوقاز تمكنوا من قطع طريق خناصر حلب، بعد سيطرتهم علي جزء من قرية رسم النفل الواقعة علي الطريق اثر هجوم مفاجئ شنوه من غرب خناصر». وتزامن هجوم هذه الفصائل، وفق المرصد، مع هجوم شنه تنظيم «داعش» علي الطريق شمال خناصر، وتمكن خلاله من قطعها في مكان آخر. وتقع طريق خناصر حلب في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وهي الطريق الوحيدة التي يمكن لقوات النظام المتواجدة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها، سلوكها للوصول من وسط البلاد إلي حلب (شمال) وبالعكس. ويأتي هذا التطور في وقت لا تزال فيه قوات الجيش تحاصر بشكل شبه كامل الأحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بعد تقدمها خلال الأسابيع الأخيرة في ريف المدينة الشمالي. في الوقت نفسه، ارتفعت حصيلة قتلي التفجيرات التي استهدفت أمس الأول منطقة السيدة زينب الواقعة جنوبدمشق وتبناها تنظيم «داعش» إلي 120 شخصا، بينهم تسعون مدنيا غالبيتهم من النازحين من المناطق المجاورة، بالإضافة إلي 19 مسلحا موالين لقوات النظام».