ما ذنب فقراء معسكر ديكوا حتى يتم قتلهم على يد انتحاريات بوكو حرام منذ أن وسعت جماعة بوكو حرام الإرهابية أعمالها داخل نيجيريا والدول المحيطة بها مثل «تشاد والكاميرون وغيرهما»، لجأت إلي خطف وأسر النساء، فقد اختطفت الجماعة عام 2009 خمسمائة علي الأقل بين فتيات ونساء في الشمال الشرقي لنيجيريا، كما قامت عام 2014 باختطاف 76 فتاة في مدينة شيبوك، لتشهد السنوات الأخيرة انتقال «بوكو حرام» من استخدام الفتيات الصغيرات كناقلات السلاح والمؤن والنقود إلي استخدامهن في تفجير انفسهن وسط الجموع الشعبية، وهو ما شكل ظاهرة جديدة لما يعرف بالإرهاب الأنثوي من طرف الجماعة. الا أن بوكو حرام اشتهرت عن غيرها من الجماعات الارهابية بتوظيف الانتحاريات في تنفيذ تلك العمليات، مستغلة في ذلك ظروف بعض السيدات ممن فقدن أزواجهن في العمليات الإرهابية، أو ممن يصدقن دعاية تلك التنظيمات وفتاويها الضالة التي تنشرها في المناطق التي تسيطر عليها. كما أن جماعة «بوكو حرام» تعمل علي استغلال ضعف المعرفة الدينية لدي الكثير من سكان القري والبلدات النائية لنشر المناهج المتطرفة، وتلقين أهلها تلك المعتقدات المتشددة التي تحقق أهداف التنظيم، وتسهم في تزويد الجماعات والحركات بالكثير من العناصر الانتحارية. قبل أيام نجحت فتاة نيجيرية في الهرب من هجوم انتحاري كانت مجبرة علي تنفيذه من قبل مسلحي بوكو حرام، وقالت الفتاة التي سلمت نفسها للجهات الأمنية بعدما نزعت الحزام الناسف إن المسلحين أجبروها وفتاتين علي ارتداء هذه الأحزمة وأن الفتاتين قامتا بتفجير نفسيهما وسط حشود من الناس في معسكر ديكوا، بولاية بورنو، الذي يتجمع فيه الهاربون من الجماعة الارهابية للحصول علي الطعام، مما أدي إلي مقتل 86 شخصا وإصابة العشرات. ويؤوي معسكر ديكوا حوالي 50 ألف شخص. وتؤكد الفتاة أنها ومئات آخرين كن ضمن آلاف المحتجزات لدي بوكو حرام، وأن كثيرا منهن اجبرن علي الاشتراك في تفجيرات ارهابية. لم يأت استخدام «بوكو حرام» النساء كوسيلة للتفجير في الجموع البشرية من دون سبب، فالجماعة تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الأسباب منها استبعاد رجال الامن احتمال استخدام النساء في العمليات الإرهابية، فهن لا يثيرن الشك بل بإمكانهن الدخول بسهولة إلي أماكن متعددة دون لفت الانتباه، بالاضافة إلي صعوبة تفتيش المرأة قياسا بالرجل. كما تستقطب العمليات الارهابية التي تنفذها النساء تغطية اكبر بسبب عنصر المفاجأة والصدمة اللذين يحدثهما تفجير إرهابي مؤنث، وبالتالي سيزداد الرعب من الجماعة. ويمكن تجنيد البنات بعدة طرق، الأولي منها التي تلجأ إليها الجماعة هي الإستفادة من الفتيات المخطوفات بإجبارهن علي العمل. كذلك استخدام نساء وأرامل كُنَّ زوجات لمقاتلي بوكو حرام تم خداعهن وغسل أدمغتهن للمشاركة مع الرجال في التفجيرات إلارهابية. مع إستخدام الفتيات الصغيرات اليتيمات اللائي قتلت الجماعة آباءهن في هجماتها المتكررة علي قري شمال نيجيريا، أو ربما الصغيرات اللائي خطفتهن الجماعة خلال اعتداءاتها علي المجتمعات داخل وخارج نيجيريا. كما يمكن الحصول علي تلك الفتيات عبر جماعات غير شرعية متورطة في تجارة البشر من دون أن تعلم تلك الجماعات لأي غرض يتم شراء أولئك الصغيرات أو بعلمهن..