لم يكن يوهان جوتة شاعرا وفيلسوفا المانيا متميزا فحسب، وإنما كانت قصائده الشعرية، وروايته الرومانسية التي تخطت شهرتها حدود بلاده الي كل انحاء العالم، شاهدة علي عبقرية ابداعية تميزت بها مؤلفاته المتنوعة ما بين الرواية والقصة والمسرحية الشعرية، فلا احد يمكن ان يغفل رواية »الآم فرتر« التي اثارت وجدان كل من قرأها، ولا رواية نزوة عاشق، أو رواية »المتواطئون«، بالاضافة الي ملحمته الشعرية الرائعة »فاوست« التي استلهم منها كبار الأدباء والمبدعين اعظم الروايات والمسرحيات المأخوذة عنها، كما قدم جوتة واحدة من أروع اعماله وهي »الديوان الغربي والشرقي« الذي ظهر فيه تأثره بالفكر العربي والاسلامي مجسدا فيه روح التسامح والتفاهم بين الحضارتين، لقد عرف جوتة بحبه للإسلام وللرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، وقيل انه عندما توفي وجد في بيته نسخة من القرآن الكريم، مما أثار حوله جدلا بعد وفاته، هل جوتة كان مسلما؟ وظل هذا السؤال حائرا لبال الكثيرين، وربما رجع هذا الي شغف جوتة بالدين الإسلامي والقرآن والنبي عليه افضل الصلوات والسلام، وقد عكف جوتة علي دراسة الشريعة الاسلامية دراسة متعمقة، واطلع علي الأشعار والملاحم العربية، وتأثر بعدد من الشعراء مثل المتنبي حتي أنه أدرج بعض اشعاره في مسرحيته »فاوست«، كما تأثر بابي تمام والملعقات فقام بترجمة العديد منها للغة الالمانية، لقد قرأ لكبار الشعراء العرب مثل امرؤ القيس وطرفة بن العبد وعنتر بن شداد وزهير بن أبي سلمي وغيرهم. وكانت للاشعار والمفردات العربية تأثير بالغ علي اشعاره وأدبه، وتوفي جوتة في عام 2381 وهو في الثانية والثمانين من عمره، ولا أحد يعرف إذا كان مات مسلما أم لا، ولكن مؤلفاته وحياته تؤكد أنه كان واحدا من أشهر المبدعين في العالم الذي أحب الإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم.