نحن محتاجون في هذا البرنامج وخصوصا ان مقدمته ذكية ولكنها تقصر ذكاءها علي غث الحوار «ولحس الصوابع» ببقايا الطعام. من المهم جدا أن يضم التليفزيون كل الانشطة ليمد المتفرجين بكل نواحي الحياة ويحرص علي اعطائهم كل ما يفيدهم صحيا من الناحية الغذائية ولكن أن تتحول برامج التليفزيون إلي ولائم وكل من لها نفس لطعام تدعو صاحب مطعم أو طباخاً وتأكل ثم «تلحس إصبعها» غير عابئة بوجود أطفال سوف يعتبرون سلوكها هو السلوك المثالي ويقول أحد موظفي التليفزيون إن الصواني تكون اسفل ماسبيرو لتوضع في سيارة أصحاب البرامج الذين «يلحسون صوابعهم» ثم يرقصون مع أصحاب المطاعم والفرقة التي تكون جاهزة وبالرغم من ان هذه البرامج من احسن ما يقدم علي الشاشة الا ان موضع أصحاب البرامج ورغبتهم الدائمة في الاستفادة تجعل البرامج «رخيصة» وتفقد مصداقيتها ولا يخلو شهر من برنامج عن الطعام سواء حلوي أو جزاراً أو صاحب مطعم شهير أو حلوانيا المهم ان يقدم ما يفيد مقدمي البرامج من الباب الخلفي ويظل يعمل جسراً جوياً لبيوتهم، كما صرح أحد العاملين في ماسبيرو ويمدهم سواء بالحلوي أو الطعام. وأنا أجد في هذه البرامج فائدة فهي برامج جيدة في تقويم الحياة المصرية بكل تفاصيلها وبكل تراثها من اهتمامها بالطعام قبل الكلام ولكن لابد ان يحرص مقدمو هذه البرامج علي شرف المهنة وألا يتقبلوا هذه الرشاوي الرخيصة والتي تجعل المبني كله يتمني عمل مثل هذه البرامج ولا أعتقد ان الجمهور خصوصا البيت المصري المبدع في الطعام يحتاج إلي هذه البرامج وخصوصا ان هناك برنامجا جيدا جدا به مطبخ بديع وتقدم فيه الاعلامية النابهة مفيدة شيحة والإعلامية المحجبة مني عبدالغني منوعات اجتماعية ومن ضمنها المطبخ الجميل الذي أصبحت العرائس في مصر يقلدن ديكور هذا المطبخ فلا داعي لدخول الطعام في البرامج الحوارية الجيدة والتي نحتاج فيها الذهاب إلي المتاحف أو الحوارات مع سيدات البيوت والرجال الذين يعانون في تربية ومواجهة الجيل الجديد ويعانون من الغلاء في كل شيء. نحن محتاجون في هذا البرنامج وخصوصا ان مقدمته ذكية ولكنها تقصر ذكاءها علي غث الحوار «ولحس الصوابع» ببقايا الطعام. عليها ان تحاور المدرسات في مدارس الاطفال وعليها ان تحاور بائعات الخضار وطالبات الجامعة ورجل الشارع، فيما يقابلهم جميعا من مشاكل نحن في حاجة إلي مواجهتها هكذا تكون البرامج.