الفوز علي سيراليون غدا ليس صعبا، وإنما في متناول المنتخب الوطني. القول انه لم يعد هناك فريق ضعيف أو صغير في افريقيا.. قول استهلاكي.. »استعباطي«، يراد منه تضخيم المكسب إذا تحقق، وإيجاد مبرر مسبق إذا لم يتحقق الفوز! منتخب سيراليون متواضع.. بلا خبرة ولا امكانات ولا »أي حاجة«.. وجاء إلي مصر لا ليلعب في تصفيات بطولة الأمم الافريقية، ولكن ليدخل التاريخ بأن لعب بالقاهرة أمام بطل القارة لثلاث بطولات متتالية.. وحلمه ان يخسر بشرف.. هذا هو التاريخ الذي يبحث عنه الضيوف. إذن هي مباراة الفوز المضمون لمنتخب مصر.. وبرقم قياسي من الأهداف. عدم ضم عمرو زكي وشيكابالا لمنتخب مصر وكما هو واضح ليس لأسباب فنية.. وهو ما يجعل إحساس اللاعبين الاثنين بالمرارة الشديدة.. علي اعتبار أنهما ذوا إحاسيس مرهفة! كم يساوي أن يظل عماد متعب جالسا في المدرجات إلي جوار خطيبته أوفتاة أحلامه حتي يناير القادم.. وما الأسباب الحقيقية التي دفعته لأن يتحول من نجم طامح للعب في أوروبا إلي مجرد لاعب في الدوري المحلي.. وما هدفه من كرة القدم غير المادة أو الحصول علي أكبر مكسب مادي.. ولماذا رفض كل إغراءات الأهلي قبل اتخاذ خطوته التاريخية باللعب في بلجيكا.. ثم عاد لمفاوضات أخري مع الأهلي. اسئلة كثيرة.. وللأسف يصعب الإجابة عليها بوضوح! أمر غير طبيعي ان تتحول الآراء بين يوم وليلة من النقيض إلي النقيض. كم نال حسام البدري الإشادة في الموسم الماضي، لأنه فاز بالدوري قبل نهايته بأسابيع طويلة وبفارق كبير من النقاط، وأكمل المشوار الافريقي إلي دوري المجموعات، وفاز بكأس السوبر.. وقيل في شأنه أحلي كلام من أنه جدد شباب الفريق، وكان أجرأ من جوزيه، وأشجع من أي أجنبي.. وما أن تعثر الفريق في الفوز علي شبيبة القبائل بالقاهرة، حتي انفجر فيه من يستكثرون عليه قيادة السفينة الحمراء. وكم نال حسام حسن الإشادة منذ تولي مهمة إنقاذ الزمالك قبيل بداية الدور الثاني للدوري الموسم الماضي، واستحوذ الرجل علي اهتمامات الشارع الكروي بمختلف انتماءاته لدرجة ان وصفه البعض بأنه أمل التدريب في مصر.. وما أن أخفق الفريق في الفوز علي انبي، وربما قبل ذلك بقليل، حتي انفجر فيه من يرون انه لا يصلح، وأنه لن يقدر علي قيادة السفينة البيضاء. الأمثلة كثيرة لحدوتة التحول الرهيب من الآراء أو وجهات النظر.. وإذا كان البدري وحسام الأكثر تعرضا للضغوط الإعلامية والجماهيرية، فإنهما وبلاشك لن يمكنهما التحمل طويلا إذا استمر الضغط بهذا الأسلوب الشرس. صناعة البطل هي منظومة اجتماعية متكاملة.. ويكون الأداء، أحسن في المنظومة إذا كانت هناك نظافة.. يعني شوارع بدون زبالة.. ولامؤاخذة!