رغم كل التحذيرات العالمية من خطورة التعامل مع مخلفات الاجهزة الالكترونية وعلي رأسها الكمبيوتر والمحمول، لازال التعامل معها في مصر يتم بصورة بدائية تهدد صحة مستخدميها والمتعاملين معها والبيئة بصفة عامة، دفع ذلك الحكومة إلي انشاء مدافن صحية في القاهرة والاسكندرية، كما ستبدأ في مارس القادم الدراسة في مدرسة اعادة تدوير المخلفات الالكترونية في حي الزبالين بمنشية ناصر. وحول ذلك الخطر الذي ينتشر في صمت دون وعي بآثاره البيئية والصحية المدمرة، يوضح الدكتور عبدالمسيح سمعان عبدالمسيح استاذ التربية البيئية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس بأن مشكلة المخلفات الالكترونية تتزايد بشكل كبير مع التطوير التكنولوجي الذي يشهده العالم كل يوم، فقد أصبح التليفون المحمول في يد كل انسان وجهاز الكمبيوتر علي الاقل تقتنيه كل اسرة بخلاف الاجهزة الكهربائية والطبية. واوضح عبدالمسيح ان هذه الاجهزة تعمل في المجالات الكهرومغناطيسية واجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واجهزة التكييف واجهزة القياس والتحكم وغيرها تحتوي علي مواد سامة مشيرا إلي انها تحتوي علي اكثر من 1000 مادة كيميائية مختلفة معظمها مكونات سامة، ويطالب المستهلك والمنتج والحكومة بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة والاحتياطات الخاصة بالتخلص الآمن من المخلفات الالكترونية بمدافن الناصرية بالاسكندرية الخاصة بها، او من خلال احدي الجهات المتخصصة في اعادة تدوير تلك المخلفات. ويلفت المهندس حسام خضير استشاري الصحة والبيئة بشركات الاتصالات إلي ان ما يتراوح بين 50٪− 80٪ من الاجهزة الالكترونية المنتجة في الدول المتقدمة لا يتم إعادة تدويرها وتصدر إلي بلدان اخري نامية رغم ان ∩اتفاقية بازل∪ تمنع ذلك، كما تذهب كثير من المخلفات الالكترونية وغيرها إلي ايدي جامعي القمامة المتجولين الذين ينقلونها إلي اماكن لتصنيفها وتفكيكها بطرق بدائية لاستخلاص بعض المكونات رغم انها تحتوي علي مواد خطيرة مثل الرصاص والزئبق والاحبار وغيرها ولها تأثيرها الخطير علي الجهاز العصبي والتنفسي وعضلة القلب، وتسبب تلوث الدم والامراض السرطانية للانسان، وقد تضر ايضا بالحياة النباتية والحيوانية لذلك لجأت بعض الدول إلي فصل مكونات تلك المخلفات واعادة استرجاع الصالح منها والتخلص من بقاياها الضارة عبر الدفن الصحي الآمن. ويوضح المهندس شريف عيسي مدير ادارة الصحة والبيئة بالشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول ∩موبينيل∪ ان هناك جهودا كبيرة تبذل لنشر الوعي بأهمية التخلص الآمن من هذه المخلفات، وقال انه يتم التعاون مع احد المصانع بمدينة السادس من اكتوبر في تجربة وصفها بالفريدة في مصر بمجال اعادة تدوير واسترجاع المواد الصالحة من المخلفات الالكترونية، وسيبدأ عمله في مارس القادم كما يتم التعاون مع وزارة البيئة للتوعية البيئية بطرق التخلص الآمن من المخلفات الالكترونية والبطاريات الجافة وتأسيس مدرسة لاعادة تدوير المخلفات الالكترونية بحي الزبالين بمنشية ناصر.