مغادرة البرتغالي جوزيه بيسيرو المدير الفني السابق للنادي الأهلي القاهرة وسفره فجر الثلاثاء الماضي بعد فسخ عقده بالتراضي مع القلعة الحمراء لم يكن مفاجأة إلا للمصريين فقط.. وعودة بيسيرو إلي بلاده لم تكن وليدة اللحظة،ومن المؤكد أنه كانت هناك مفاوضات منذ عدة أسابيع بينه وبين نادي بورتو ليتولي إدارته الفنية،وقد تعاقد معه بالفعل وتسلم مهام عمله منذ ساعة وصوله إلي البرتغال.. وتعود بنا هذه الواقعة غير المفاجئة إلي واقعة أخري شبيهة جرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر الماضي،وكان بطلها مدربا برتغاليا أيضاً يدعي جوسفالدو فيريرا المدير الفني السابق لنادي الزمالك الذي هرب دون سابق إنذار مبرراً فعلته بعدم حصوله علي راتبه علي مدي ثلاثة أشهر من النادي ليلحق بمواطنه باتشيكو المدير الفني الأسبق للزمالك.. ورغم أن الفارق كبير بين الواقعتين وهو الفارق بين الإتفاق والهروب،فإن النتيجة واحدة والإحترافية ضائعة في الحالتين.. فإذا كان فيريرا قد استغل عدم حصوله علي راتبه بالعملة الصعبة طبقاً لما ينص عليه عقده مع الزمالك ليهرب من مصر،فإن بيسيرو استند إلي أعذار غير مقنعة مثل الحظ السيئ وما يتعرض له من ضغوط وانتقادات حتي قبل أن يبدأ عمله ليفسخ عقده بالتراضي مع الأهلي بعد أن دفع الشرط الجزائي !! ولا شك أن تخطيط فيريرا للهروب وإصرار بيسيرو علي فسخ تعاقده كانا يؤديان إلي نفس النتيجة ويسيران في نفس الإتجاه مما أدي بلا « مكابرة « إلي إرباك الخطط الفنية لفريقي الأهلي والزمالك.. ومن المؤكد أن جوزيه بيسيرو نجح في خطته لإقناع المسئولين بالأهلي لفسخ التعاقد معه،فالي جانب عرض دفع الشرط الجزائي - وهو أمر جديد علي الكرة المصرية - فإنه افتعل قاصداً بعض الخلافات مع إدارة الكرة وتعمد تجميد عدد من اللاعبين الذين تعاقد معهم الأهلي بمبالغ طائلة بما يخلق حالة من إهدار أموال النادي وما يمتلكه من مواهب وتحويلها إلي طاقات عاطلة غير مفيدة مما تسبب في خسائر فادحة للنادي الكبير.. حدث هذا رغم محاولات المهندس محمود طاهر رئيس مجلس إدارة الأهلي إقناع بيسيرو بالإستمرار مع النادي علي أن يلقي كل المساندة والدعم من مجلس الإدارة إنطلاقاً من كون الأهلي من أندية البطولات وهو لا يتعامل بالقطعة في تعاملاته مع أي مدرب أيا كانت جنسيته.. ورغم أن التجارب أثبتت علي مدي عقود طويلة أن المدرب الأجنبي هو الأكثر صلاحية وفائدة لناديي الأهلي والزمالك علي وجه الخصوص،فإن ما حدث مؤخراً من تجارب غير سعيدة مع المدربين الأجانب يدفعنا إلي أن ننظر للأمام نظرة مستقبلية لتعزيز المدرب الوطني وإعداده بصورة جيدة وإتاحة الفرصة له بالإختلاط بمدارس التدريب العالمية،ليصقل موهبته لتعزيز قاعدة المدربين الوطنية العامرة بالمواهب الممتازة..