هو بعبع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. قفز فجأة علي سطح الحياة السياسية التركية ليقض مضجع اردوغان. نتحدث عن المحامي الكردي وعضو البرلمان صلاح الدين دميرطاش الذي وصفته مجلة فورين بوليسي الأمريكية بالصوت الكردي الأقوي في تركيا.. كان دميرطاش (42 عاما) قد بدأ حياته السياسية بمحاولة فاشلة للانضمام إلي الميليشيات الكردية المعادية للدولة وأصبح الآن أحد اقوي رموز المعارضة ضد الرئيس رجب طيب اردوغان. مع تصاعد العنف في تركيا قضي دميرطاش الكثير من وقته مؤخرا في دفن رفاقه الأكراد، وكان اشهرهم المحامي المهتم بقضايا حقوق الإنسان طاهر الشي الذي قتل في نوفمبر من العام الماضي برصاص لم يتردد دميرطاش في نسبه إلي ضابط شرطة. وخلال الصيف الماضي قاد دميرطاش حزبه الشعوب الديمقراطي اليساري الكردي لحصد نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان بفضل الاعتماد علي أصوات الأكراد في جنوب شرق البلاد بالاضافة إلي تبنيه أجندة تهتم بحقوق الشواذ جنسيا وقضايا البيئة بالاضافة إلي معارضته الصلبة لاردوغان التي جذبت أصوات الليبراليين والعلمانيين. العنف المتصاعد بين الحكومة والأكراد اعتبر انتكاسة لطموحات دميرطاش السياسية فبينما يدعو الطرفان إلي وقف العنف تبدو الفوضي الحالية تدفع الناخبين ضده. علاقة دميرطاش بحزب العمال الكردستاني المحظور يعتبر أبرز نقاط الخلاف معه، حيث قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ان علي دميرطاش أن ينظر في المرآة إذا أراد ان يري قاتلا كما فتحت السلطات القضائية تحقيقا في اهانته للدولة ونشر دعاية إرهابية، وهو ما دفع دميرطاش إلي نفي علاقته بحزب العمال ووصف حزبه بالمضاد لأفكار العنف.. وفي المقابل يصر قادة حزب العمال علي تأكيد صلتهم بحزب الشعوب باعتباره أحد المشاريع التي عمل عليها زعيم الحزب الكردي المعتقل عبدالله أوجلان. وحاليا لا يبحث دميرطاش عن حلفاء داخل بلاده فقط وإنما أيضا يحاول تعزيز صلاته بالأكراد السوريين، كما سافر إلي واشنطن وموسكو لتوضيح حاجته إلي دعم العاصمتين خلال القتال ضد داعش. الا ان تاريخ الأكراد الحافل باستخدامهم من جانب القوي العظمي لتحقيق مصالحهم في الشرق الأوسط دفعت إلي السخرية من محاولات دميرطاش لكسب حلفاء دوليين. نتائج الانتخابات البرلمانية في ديسمبر الماضي التي حقق فيها اردوغان نجاحا كبيرا جاءت بعد أشهر من تراجعه في الانتخابات، وهو ما تم تفسيره باستجابة قطاعات كبيرة من الشعب ومنهم بعض الاكراد إلي خطاب اردوغان المعتمد علي توفير الاستقرار والأمن، وهو ما شبهه دميرطاش بسلوك الشعب الأمريكي بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.