تنتظر الإسكندرية انضمام طواحين الهواء إلي مناطق الآثار المفتوحة للزيارة، خلال العام الحالي الجديد، ويعمل الأثريون حاليا علي قدم وساق بجهود ذاتية لإنهاء أعمال الترميم بطاحونتي المنتزة والمندرة الأثريتين، وما تتضمنه من أدوات الطحن الخشبية الموجودة بطاحونة هواء المنتزة وعمل المعالجة اللازمة وتعقيم الأخشاب وسد الفجوات للحفاظ علي ادوات الطحن الداخلية. وكما يقول الأثري محمد متولي مدير آثار الاسكندرية يعود تاريح طواحين الهواء بمصر لعهد محمدعلي باشا (1805 - 1848م)، حيث كان الشعب المصري يعاني مشقة طحن الغلال ويتكبد مصاريف باهظة في استخدام الطواحين التي تشغلها الدواب، فأصدرمحمد علي باشا أمره سنة 1249ه /1832م بإنشاء طواحين تعمل بطاقة الرياح بمصر المحروسة لتغطي إحتياجات الجيش والشعب من الدقيق اللازم وعليه انتشر بناء طواحين الهواء في القاهرة والأسكندرية ورشيد وإدكو ودمياط. وأشار « متولي» إلي أنه كان يتم إنشاء طواحين الهواء علي المرتفعات والسواحل للاستفادة من طاقة الرياح وأيضا بعيدا عن المناطق السكنية نظرا لصدور أصوات عالية جدا عند دورانها، أما عن فائدتها في العمل فأوضح لنا، أن الطاحونة بإمكانها طحن عشرة أطنان من الطحين في أربع وعشرين ساعة فقط في حالة ازدياد سرعة الرياح. وإنتشر بناء طواحين الهواء بطول خط الساحل بمدينة الأسكندرية من منطقة المندرة والمنتزة وسيدي بشر حتي المكس والدخيلة وأصبحت تتجاور فيما بينها.. واستمرت تؤدي دورها حتي تطور العصر ودخول الميكنة الحديثة وإنشاء الطواحين هوائية حديثة يطلق عليها التوربينات أو مولدات الرياح، لتندثر الطواحين القديمة بمدينة الإسكندرية ولم يتبق منها سوي طاحونتي هواء المنتزة والمندرة، وتبقي شاهدا علي فترة تاريخية من أزهي العصور التي مرت بمدينة الأسكندرية طاحونتا هواء المنتزة والمندرة.. وتقع طاحونة هواء المنتزة علي يمين المدخل الرئيسي بحدائق قصر المنتزة وهي عبارة عن جسم إسطواني من الحجر الجيري، يعلوه طاقية خشبية علي شكل مخروطي ويوجد عليها مروحة تتكون من ثماني ريش، و نوافذ صغيرة للتهوية والإنارة وتمتد من أعلي جسم الطاحونة، داخل الطاحونة سلم حلزوني ملتحم بجدار الطاحونة يؤدي إلي غرفة علوية أرضيتها خشبية تحتوي علي أدوات الطحن من مروحة خارجية - تروس داخلية «القادوس» قرصي الرحي - مخر الدقيق ذراع التحكم بدرجة نعومة الطحين.. ويشير متولي إلي أن المندرة الثانية توجد بمنطقة المندرة البحرية وتماثل طاحونة هواء المنتزة في الشكل العام غير انها فقدت أدوات الطحن الداخلية والمروحة الخارجية، ويوضح لنا أن أسلوب عمل الطاحونة يعتمد علي تحرك ريش المروحة بتأثير الرياح، فتتحرك التروس الداخلية المتصلة بقائم ينتهي من أسفل بقرصي الرحي فيدور القرص العلوي وتتم عملية الطحن و يخرج الطحين عن طريق مخر الدقيق ويتحكم بدرجة النعومة المطلوبة بواسطة ذراع التحكم.