السهم يشير الي احد البلطجية في طريقه قبل ارتكاب المذبحة في لحظات معدودة كان المشهد الذي يتكرر كثيرا هذه الأيام.. مجموعة من البلطجية تخرج مسلحة لمجاملة واحد منهم يجهزون علي فريستهم وينشرون الرعب بين كل من حولهم.. المشهد هذه المرة كان في حدائق المعادي حيث دفع حفيد السويركي امبراطور التوحيد والنور حياته في لحظة بعد أن تمزق جسده علي يدي سائق توك توك واصدقائه لمجرد مشادة بسبب اولوية المرور.. ارتكبوا جريمتهم في عز الظهر ثم انصرفوا في هدوء ومازالوا طلقاء حتي هذه اللحظة. الوقت كان الثانية عشرة والنصف ظهرا قرب شارع عبدالحميد مكي بحدائق المعادي عندما كان محمد طاهر حفيد السويركي وشقيقه يتركان محل الملابس الجاهزة الذي يديره الشقيق الاكبر ورثا عن والده.. استقلا سيارتهما في طريقهما للنادي لتدريب السباحة.. طبيعة المنطقة الشعبية هو الزحام الشديد خاصة ان الشارع نفسه اقرب الي السوق.. لم تسر السيارة كثيرا حتي تعرقل سيرها بسبب توك توك يسير صاحبه كالعادة بمزاجه الخاص.. بمرور الوقت لم يكن هناك مفر من الاحتكاك بين قائد السيارة والتوك توك الذي افاض بقاموس الشتائم علي صاحب السيارة لتنشب مشادة سرعان ما انتهت بتدخل المارة والجيران للتهدئة وانصرف كل طرف عن الاخر.. حفيدا السويركي قررا الجلوس علي مقهي عدوية الشهير بالمنطقة لتناول الشاي وحتي تهدأ نفسهما مما تعرضا له علي يد سائق التوك توك علي ان يستأنفا سيرهما للنادي مرة اخري بعد قليل.. لم يكن احدهما يدري كيف ان سائق التوك توك قد ذهب يعد ويخطط لمذبحة بشعة لهما وبعد حوالي نصف ساعة ظهر السائق وخلفه 5 آخرون اقرب لوحوش بشرية يعرفهم جيدا هل المنطقة.. كل واحد يمسك سنجة بينما الخامس والسادس يمسك كل منهما فرد خرطوش محليا وبدون انذار أو أية مقدمات اندفعوا جميعا الي فريستهم.. ضربوا الاول وطعنوه في قدمه ففر هاربا بينما الثاني كانت نهايته سريعة بعد تناول اول طلقة خرطوش في جانبه الايمن بالصدر افترشت شظايا الطلقة كل مساحة الصدر لتهتكها بينما كان يتنافس الاخرون في تسديد ضربات السنج.. الاولي شجت رأسه وثانية مزقت جانبه ورغم سقوطه »قاطع نفس« كما يقولون ليلفظ انفاسه في لحظة فقد اصر احدهم علي ألا يتركه دون ان يترك بصمته بطعنة في القدم.. وبكل هدوء غادروا المكان ومعهم آخران كانا يتولان مراقبة المكان وتأمين المذبحة ليتحول المكان في لحظة الي شارع الاشباح.. المحلات اغلقت أبوابها.. الرعب والخوف دفع الجميع للهرب والاختفاء في أي مكان.. بعد انصراف القتلة في حالة نشوة وسعادة بنجاحهم في ارتكاب المذبحة اقترب الجيران من الجثة التي غرقت دمائها اكتشفوا ان قلبه مازال ينبض.. اسرعوا به الي مستشفي مبرة المعادي.. بمجرد وصوله اسلم روحه لخالقها.تاركا خلفه زوجة وطفلين.. الشرطة حضرت واتخذت اجراءات تحرير المحضر واخطار النيابة التي كلفت الطبيب الشرعي بتشريح الجثة ودفنها. وفي التحقيق ذكر عامل المقهي تفاصيل المذبحة كما حدثت وتعرف علي اثنين من منفذيها المعروفين بالمنطقة تماما ودعم شهادته بتفاصيل المعركة التي سجلتها كاميرا المحل لبعض الجناة وهم يدخلون باسلحتهم في طريقهم لتنفيذ الجريمة والتي رغم بشاعتها ورغم تواجد الجناة المتهمين بارتكابها مازالوا طلقاء فلم يتم القبض عليهم ربما تكون المهام الجسيمة خاصة في هذه الظروف الحالية لرجال المباحث والشرطة قد منتعهم من ضبطهم حتي الآن.. ولكن لابد من تقديمهم للعدالة لردع كل هؤلاء الطلقاء ينشرون الرعب والفساد ليلا ونهارا رافعين الشعار الحالي لكل البلطجية »ما فيش حكومة.. احنا الحكومة«.