سنتان وخمسة أشهر و12 يوما بالتمام والكمال.. وهذا البطل يرقد في فراشه لا يسمع.. لا يري.. لا يتكلم.. ولا يشعر بالدنيا ولا يدري من حوله.. كل علاقته بالحياة خراطيم تتدلي منه.. يتنفس منها.. ويتناول المحاليل من خلالها يرقد في غيبوبة كاملة.. رصاصات الإرهاب حولته من شعلة نشاط الي جثة شبه هامدة.. انه النقيب البطل مصطفي يسري أو كما يطلق عليه زملاؤه الشهيد الحي.. الذي ضحي بنفسه أثناء فض اعتصام رابعة حيث أطلق عليه قناصة الإخوان ثلاث رصاصات اخترقت الأولي فكه والثانية ساقه والثالثة اصطدمت بسلاحه الميري. خلايا المخ كان الشهيد الحي متوجها مع زملائه في مأمورية أمنية واصطاده قناصة الإخوان علي طريق الاوتوستراد من أعلي سطح إحدي العمارات.. نزفت منه الدماء بغزارة وأسرع زملاؤه بنقله الي مستشفي المعادي العسكري لاسعافه وانقطع الاكسوجين عن المخ لمدة 20 دقيقة ودخل في غيبوبة بعد أن تلفت خلايا المخ.. وعلي الفور أمر وزير الداخلية السابق اللواء محمد ابراهيم بسفر النقيب مصطفي الي ألمانيا في 2 سبتمبر 2013 ومكث مصطفي بمستشفي ميديكال بارك في برلين لمدة سنة كاملة دون أي استجابة ودخل في غيبوبة كاملة. وبذلت وزارة الداخلية بإشراف اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية أقصي جهودها في محاولة لانقاذ النقيب البطل إلا أن القدر كان له رأي آخر وسادت حالة النقيب.. تقول وفاء السيد أم البطل: ابني قدم حياته فداء لمصر.. ولم تتخل عنه وزارة الداخلية ووجهت الشكر الي اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية الذي لم يدخر جهدا في الاهتمام ورعاية ابنها كما وجهت الشكر الي اللواء مدحت المنشاوي مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن المركزي وتقول بكلمات مبللة بالدموع: يوم 15 اغسطس 2013 خطب ابني مصطفي وكنا في غاية السعادة وكان ذلك اثناء فض اعتصام رابعة وبعد يوم واحد خرج مصطفي في مأمورية واصيب وتحولت حياتنا الي جحيم وتحول الفرح الي حزن شديد بعد ان دمروا ضناي وقرة عيني.. خطفوا زهرة حياتي ولكن عزائي الوحيد أن ذلك كان فداء لمصر. أريد حق «الشهيد الحي» الذي ضحي بحياته من أجل مصر.. ابني الذي يرقد في «غيبوبة كاملة».. بين الحياة والموت. شلل رباعي ابني الذي أصيب بشلل رباعي كامل، ابني الذي حرموه من الفرحة بخطيبته وسرقوا فرحتي وزرعوا مكانها الحزن والألم وتقول لم تذق عيني طعم النوم ولا طعم الحياة منذ دخل في غيبوبة كاملة ولم أهنأ بحياتي.. يتمزق قلبي كلما جلست امامه وهو لا يشعر بنا.. ابني يرقد بالمستشفيات منذ 30 شهرا وانا مرافقة له طوال الوقت أتحسر عليه وعلي شبابه الذي ضاع هدرا علي أيدي خونة مأجورين ولكنها تقول الحمد لله علي كل شيء.