يتصدر الصراع في سوريا مباحثات مقررة اليوم بين وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» ونظيره القطري «خالد العطية» الذي يزور موسكو, وذلك في حين تواصل القوات الروسية قصف معاقل المسلحين في سوريا في عمليات أسفرت عن مقتل نحو مائتي مدني بحسب منظمة العفو الدولية التي وصفته ب»جرائم حرب» محتملة. واتهمت المنظمة في تقرير أصدرته أمس موسكو بالتسبب في «دمار هائل» في سوريا جراء الغارات الجوية التي تشنها علي مناطق سكنية, حيث أصابت منازل ومسجدا وسوقا مكتظة بالناس بالإضافة إلي مرافق طبية, وذلك في نمط هجمات يُظهر أدلة علي وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني». وأفادت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا, بأنها وثقت «أدلة تشير إلي استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دوليا والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة». وأشارت المنظمة في تقريرها إلي ست هجمات وقعت في محافظات حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) في الفترة الممتدة بين سبتمبر ونوفمبر, مشيرة إلي انها تسببت في «مقتل ما لا يقل عن مائتي مدني ونحو 12 مسلحا». وقال «فيليب لوثر» مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة «مثل هذه الضربات ربما تصل إلي حد جرائم الحرب» مشددا علي ضرورة إجراء «تحقيقات مستقلة ومحايدة في الانتهاكات المشتبه بها». وبحسب التقرير, «لم تكن هناك اي اهداف عسكرية او مقاتلين في المحيط المباشر للمناطق التي ضُربت, وهذا يشير إلي أن الهجمات ربما تكون قد شكلت انتهاكا للقانون الدولي الإنساني». ويوثق التقرير في احدي الهجمات اطلاق ثلاثة صواريخ علي سوق مزدحم في وسط مدينة اريحا في محافظة إدلب, مما تسبب في مقتل 49 مدنيا. كما أشار التقرير إلي مقتل «46 مدنيا, بينهم 32 طفلا و11 امرأة, ممن كانوا يلجأون في أحد طوابق مبني سكني طلبا للسلامة في الغنطو محافظة حمص». وفي حصيلة جديدة اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 2132 شخصا بينهم 710 مدنيين, جراء الغارات الروسية منذ بدء موسكو حملتها في سوريا قبل اكثر من شهرين. وفي نيويورك, أصدر مجلس الامن الدولي قرارا جديدا سعيا لتسهيل نقل المساعدات الانسانية إلي ملايين السوريين. ونص القرار الذي صدر بالاجماع علي التمديد لمدة عام ينتهي في 10 يناير 2017 الاذن الممنوح لقوافل الاممالمتحدة لعبور الحدود الخارجية لسوريا من دون موافقة مسبقة من دمشق, وذلك لإغاثة مئات الآلاف من المدنيين لا سيما في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وتشير الاممالمتحدة إلي حاجة 13,5 ملايين سوري إلي مساعدات انسانية عاجلة, حيث نزح 6,5 ملايين منهم بسبب الحرب المستمرة منذ اربع سنوات ونصف بالإضافة إلي 4,2 ملايين سوري لجأوا بشكل اساسي إلي دول مجاورة.