تطلق وزارة الآثار قريبا مسابقة للمعماريين بهدف الحصول علي مقترحات غير تقليدية لإعادة تأهيل قصر البارون.. واوضح الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار ان الوزارة بدأت اعداد مشروع لتوثيق وترميم القصر بالتعاون مع مكتب - مصر للاستشارات- الذي يعمل بالمجان للحفاظ علي هذا الأثر المهم، واضاف أنه سيتم الاعلان عن الفائزين الثلاثة الاوائل بالمسابقة قبل البدء في اعمال الترميم في ابريل القادم. وشدد الاثري محمد عبدالعزيز معاون الوزير لشئون الآثار الاسلامية والقبطية علي ان مشروع ترميم وتأهيل القصر سيتم بما لا يتنافي مع طبيعته وشكله الاصلي، كما سيتم استكمال الحديقة الاصلية بناء علي الادلة التاريخية والاثرية بما في ذلك التماثيل.. مع التمييز بين ما هو اصلي وما هو مستنسخ، وان يتم وضع مخطط عمراني يعالج علاقة القصر بمصر الجديدة من جميع الزوايا للاحتفاظ بما بقي من العلاقة الاصلية بين القصر والحي. واضاف ان للقصر قيمة تاريخية كبيرة فهو تحفة معمارية متفردة شيده المليونير البلجيكي «البارون ادوارد امبان» بعد ان جاء الي مصر من الهند في نهاية القرن «التاسع عشر» عقب افتتاح قناة السويس لذا فهو شاهد رائع علي الثقافة التي سادت في نهايات القرن «التاسع عشر» وبدايات «القرن العشرين» والتي كانت مزيجا من احياء الطرز التاريخية، والولع بالشرق موطن الاديان والاساطير والغموض.. واوضح ان مساحة القصر تبلغ حوالي 12.5 الف متر.. وتم تصميمه بحيث لا تغيب عنه الشمس وتدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من افخم القصور الموجودة في مصر علي الاطلاق، وتضم غرفة البارون لوحة تجسد كيفية عصر العنب لتحويله الي خمور، ثم شربه حسب التقاليد الرومانية وقد صممه المعماري الفرنسي الكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود واكتمل بناؤه عام 1911 وهو مستوحي من معبد انكور وات في كمبوديا ومعابد اوريسا الهندوسية.. وكان «البارون امبان» عرض علي الحكومة المصرية فكرة انشاء حي في الصحراء «شرق القاهرة» واختار له اسم «هليوبوليس» اي »مدينة الشمس» حيث كانت المنطقة تفتقر للمرافق والمواصلات والخدمات، وحتي يستطيع «البارون» جذب الناس الي ضاحيته الجديدة فكر في انشاء «مترو» مازال يعمل حتي الان، واخذ اسم المدينة «مترو مصر الجديدة» اذ كلف المهندس البليجكي «اندريه برشلو» الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بانشاء خط مترو، يربط الحي او المدينة الجديدة بالقاهرة.. كما بدأ في اقامة المنازل علي الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالاضافة الي مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة. وكان القصر في الداخل اشبه بمتحف يضم تماثيل من الذهب والبلاتين.. كما توجد به ساعة اثرية قديمة يقال انها لا مثيل لها الا في قصر «باكنجهام» الملكي بلندن توضح الوقت بالدقائق والساعات والايام والشهور والسنين،.. وحجم القصر من الداخل صغير، فهو لايزيد علي طابقين ويحتوي علي 7 حجرات فقط.. كما صنعت ارضيات القصر من الرخام والمرمر الاصلي، حيث تم استيرادها من ايطاليا وبلجيكا، تتصدر رفارف مدخله نقوش الفيلة كما تنتشر ايضا علي جدران القصر الخارجية والنوافذ علي الطراز العربي، كما يضم تماثيل وتحفا نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الاسطوري ويضم تماثيل وتحفا نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الاسطوري.. كما يضم القصر برجا كبيرا شيد علي الجانب الايسر يتألف من 4 طوابق.. يربطها سلم «حلزوني» تتحلي جوانبه الخشبية بالرخام. أشرف إكرام