عندما حذروا جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل أثناء احتدام الصراع العربي الإسرائيلي، عقب نكسة يونيو 1967 وما عانيناه من مذلة ومهانة، وقبل نصر أكتوبر 1973 بأن عقيدة المسلمين تنص علي حرب قادمة بين المسلمين واليهود، سوف ينتصر فيها المسلمون .. قالت: أعرف ذلك، ولكن هؤلاء المسلمين ليسوا من نراهم الآن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة.. ومنذ ذلك الحين وإسرائيل ومن خلفها »الصهيوأمريكية« يبذلان قصاري جهدهما نحو الحيلولة دون تآلف المصريين ووحدتهم ووصولهم للحكم بقوة الشعب، حتي نظل رهن التخلف والعشوائية في الإدارة، إضافة إلي سعي إسرائيل الدءوب للعبث بمقدراتنا، وإثارة الفتنة بين طوائف وأطياف المجتمع. وما إن انطلقت ثورة 25يناير، واستعادة الشعب المصري لانتمائه لبلده، وما صاحبها من وضوح للرؤية وإدراك حقيقي لأهمية المشاركة الوطنية للمصريين جميعا -مسلمين ومسيحيين- والتي تجلت أبدع صورها في مليونيات ميدان التحرير، لتتأكد في يقين يوم موقعة الجمل، عندما تباري الإخوة المسيحيون في حماية إخوانهم المسلمين والذود عنهم أثناء الصلاة في الميدان، في مبادلة للمواقع فيما تلاه من أحداث، وهو ما شهده العالم وشهد له علي قوة الوحدة الوطنية الحقيقية الكامنة في وجدان هذا الشعب. ولكن الأحداث في مصر منذ قيام الثورة وحتي الآن ، مازالت تثير الكثير من اللوغاريتمات.. حيث نجد البروفيسور الأمريكي من أصل يوناني "نيكوس ريتسوس" أستاذ العلوم السياسية المتقاعد في جامعة شيكاغو بأمريكا يطرح العديد من القضايا والأمور المهمة، من خلال ما كتبه في مدونات نشرتها صحيفتا "تليجراف" البريطانية، و"ديلي ستار" اللبنانية باللغة الانجليزية.. وهو ما نشرته جريدة الوفد علي بوابتها الإلكترونية أمس.. ويلزم إيضاح وتوضيح من المجلس العسكري، الذي نأتمنه علي إدارة شئون البلاد، ونثق فيه للعبور الآمن بثورة مصر والوطن لبر الأمان وتسليمها لسلطة مدنية منتخبة، ورئيس مدني وليس عسكريا، كما يريد الشعب.. قادر علي تحقيق مطالب ثورته وحمايتها بمساندة الشعب وجيشه العظيم. ولنعود للبروفيسور الأمريكي الذي تحدث عن وجود شراكة بين المجلس العسكري مع أمريكا واسرائيل في إعادة إنتاج نظام مبارك علي حد وصفه - مشيرا إلي أن أحمد شفيق هو الخيار الاستراتيجي الجديد لأمريكا وإسرائيل بالشراكة مع المجلس العسكري مجتمعين وفرادي.. وتحدث أيضا عن دور أمريكا في شيطنة الثورة واجهاضها وإثارة التشكيك والتخوين بين القوي الثورية، وكيف تلعب المخابرات الغربية بالمصريين من خلال حرب نفسية تهدف لتشتيت الإرادة والوحدة، وتثير الفزاعات واستحضار معارك الماضي، بهدف إعادة انتاج النظام القديم.. وأكد الكاتب أنه بعد سقوط مبارك، كان هناك شخص آخر في الصعود هو أحمد شفيق، آخر رؤساء وزرائه، ليكون الخيار المفضل لدي أمريكا وإسرائيل والمجلس العسكري.. وتحت عنوان: "شفيق مسئول عن قتل الثوار"، يقول الكاتب: يبقي سؤال راودني: إذا كان قد حكم علي مبارك واتهم في قتل 900 شهيد، فلماذا لم يتم الحكم علي رئيس وزرائه في ذاك الوقت "أحمد شفيق"، أليس هو الآخر مسئول وبدرجة مماثلة؟!.. ويراهن الكاتب علي استمرار عهد مبارك، وأنه لم ينته وجار إعادة صياغته وتشكيله ليتلاءم مع سياسات اسرائيل وأمريكا. معذرة إن اختصرت بعض ما ورد لتكرار دلالاته ومعانيه لضيق المساحة.. وأؤكد للبروفيسور الأمريكي أن الشعب المصري قادر علي الانتصار لإرادته، ولإنجاح واستكمال ثورته، وأن المجلس العسكري سيؤكد خيبة ظنون الكاتب الأمريكي، وأنه قادر علي تلقين إسرائيل درسا جديدا في الجندية المصرية ووطنيتها، فهم خير أجناد الأرض، كما وصفهم رب العباد.. وأقول لجولدا مائير إننا المصريون الواجب خشيتهم، وإنا لمنتصرون بإذن الله، وتحيا مصر.