يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم زيارة رسمية إلي جمهورية اليونان تستمر ثلاثة أيام.. ويضم الوفد المصري المرافق للرئيس سامح شكري وزير الخارجية واشرف سالمان وزير الاستثمار والمهندس طارق المُلا وزير البترول والثروة المعدنية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الزيارة تأتي في إطار حرص مصر واليونان علي دفع وتطوير علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين والارتقاء بها إلي آفاق أرحب علي جميع الأصعدة، وتعزيز أواصر الصداقة التاريخية والممتدة بين الشعبين وما يجمعهما من تقارب ثقافي وحضاري. وقال يوسف ان الرئيس سيلتقي خلال الزيارة برئيس جمهورية اليونان بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس لتناول مختلف مجالات التعاون الثنائي وسبل تعزيز التنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليمية والدولية وعلي رأسها الاوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق وتطورات عملية السلام. واضاف المتحدث باسم الرئاسة ان الرئيس سيجتمع ايضا بوزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس لدفع علاقات التعاون العسكري والأمني بين البلدين في مواجهة التحديات الراهنة في المنطقة كما سيحضر الرئيس خلال الزيارة منتدي رجال الأعمال المصري اليوناني لبحث سبل تطوير التعاون بين البلدين بمختلف القطاعات الاقتصادية وعلي رأسها قطاع الطاقة، وبما يتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع بين البلدين. وقال السفير علاء يوسف إنه من المقرر أن يتم خلال الزيارة عقد قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص غدا الأربعاء بحضور رئيس جمهورية قبرص نيكوس أنيستاسياديس ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس. وقال يوسف ان القمة تأتي في إطار حرص الدول الثلاث علي دورية انعقادها من أجل الارتقاء بمستوي العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بينها، والبناء علي ما تحقق من نتائج إيجابية خلال القمة الثلاثية الأولي التي عُقدت بالقاهرة في نوفمبر 2014، والقمة الثانية التي استضافتها قبرص في نيقوسيا في إبريل 2015، والعمل علي تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز أواصر العلاقات الوطيدة بين الدول الثلاث والتي تشهد حاليا تنامياً ملحوظاً في مختلف مجالات التعاون. واضاف السفير علاء يوسف ان القمة ستتناول سبل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وبحث المستجدات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التنسيق داخل المحافل الدولية لاسيما في ظل تصاعد التوتر والنزاعات في عدد من دول المنطقة، وما تفرضه من تحديات جسيمة، وعلي رأسها اتساع دائرة الإرهاب وانتشارها وتداعياتها علي منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط، فضلاً عن تفاقم أزمة اللاجئين. وذكر يوسف أن الرئيس سيعقد علي هامش القمة لقاءً ثنائياً مع رئيس جمهورية قبرص نيكوس أنيستاسيادس في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين قيادتيّ البلدين، وتبادل الرؤي حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بالاضافة الي التباحث حول التطورات الإقليمية. ومن المقرر ان يختتم الرئيس زيارته للعاصمة اليونانية اثينا الخميس المقبل بلقاء رئيس البرلمان اليوناني نيكولاس فوتسيس للتأكيد علي أهمية البعد البرلماني في إثراء العلاقات الثنائية وتعزيز التواصل الشعبي والثقافي بين البلدين، لاسيما بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية في مصر وتشكيل مجلس النواب المصري الجديد. وكشفت مصادر مطلعة ل «الأخبار» أنه من المقرر أن يتم التوقيع علي عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين الدول الثلاث ومنها اتفاقية ثلاثية في مجالات النقل البحري والخدمات الجوية والسياحة وبروتوكولات تعاون بين الموانئ المصرية واليونانية والقبرصية لتنسيق التعاون التجاري وخاصة مع موانئ الاسكندرية ودمياط وبورسعيد. وقالت المصادر ان فكرة عقد القمة الثلاثية جاءت بمبادرة مصرية منذ البداية وعقدت 3 اجتماعات تحضيرية لها في نوفمبر 2013 بالقاهرة ، كما عقدت جلسات مشاورات رسمية بين وزراء خارجية الدول الثلاث وقمة أولي في القاهرة وأخري في قبرص وتعد قمة اثينا هي الثالثة. وأشارت المصادر الي أهمية التنسيق المصري مع دول شرق المتوسط خاصة في ظل التحديات والصراعات وتحديات الارهاب التي تمر بالمنطقة والازمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا. وشددت المصادر علي أهمية التنسيق بين الدول الثلاث حول التعاون في مجالات الطاقة خاصة الغاز الطبيعي والاستفادة من استثماره ليعود بالنفع علي الشعوب. وأضافت المصادر أن اليونان تعتبر بوابة أوروبا في شرق المتوسط وأحد أهم الشركاء التجاريين لمصر لافتة الي وجود استخراجات واكتشافات للغاز في الحدود البحرية للدول الثلاث مما يتطلب التنسيق المستمر بينهم. وشددت المصادر علي تفهم كل من قبرص واليونان لطبيعة الاوضاع المصرية خاصة منذ ثورة 30 يونيو وحتي الان والتأكيد علي وقوفهما مع الدولة المصرية خاصة في جميع المحافل والفاعليات الدولية خاصة في الاتحاد الأوربي.