جريمة كاليفورنيا التي أعلنت «داعش» أن الزوجين اللذين ارتكباها ينتميان اليها ويؤمنان بفكرها، وضعت الرئيس الأمريكي أوباما في موقف صعب، وكشفت تماماً فشل سياساته في المنطقة. كان أوباما «يتباهي»! بأنه استطاع سحب الجنودالامريكيين من كل مناطق الصراع، وفي نفس الوقت استطاع تأمين بلاده من كل المخاطر بما فيها خطر منظمات الإرهاب التي اثبتت الاحداث أن أمريكا كانت تدعمها من أجل تنفيذ سياساتها لإشاعة الفوضي في المنطقة والتمهيد لاعادة تقسيمها وفقا لمصالح أمريكا وحلفائها!! كان أوباما يشدد علي أن سياسته نحو داعش هي «إضعافها» أو «احتوائها» وليس القضاء عليها، بل تركها - بعد ذلك - محصورة في سورياوالعراق، لتنفيذ المطلوب منها لخدمة الأهداف الامريكية!! الآن.. يعرف أوباما جيداً إلي أين أدت سياساته؟! ربما تكون هذه السياسات قد «نجحت!!» في تدمير بعض الدول العربية والاستمرار في الطريق الذي بدأ مع غزو العراق لإشاعة الفوضي وتقسيم الشعوب وتمهيد المناخ للحرب المذهبية والطائفية. لكنه الآن يدرك - أكثر من أي وقت مضي - أن «احتواء» الارهاب كما كان يريد هو أكذوبة، وأن حصاره في سورياوالعراق كما كان يشيع هو إهانة للعقل والمنطق.. الارهاب الداعشي يقترب الآن في أوروبا، ويتوسع في أفريقيا، ويستعد لمنافسة «القاعدة» في أنحاء العالم. وها هو يضرب في قلب أمريكا. وكل الشواهد تقول إن ما حدث في «كاليفورنيا» لن يكون آخر ضربات الارهاب في أمريكا. في نفس الوقت كشف التدخل الروسي في سوريا عن فضيحة التحالف الذي قادته أمريكا وقضي أكثر من عام لا يفعل شيئاً حقيقياً ضد داعش الا إذا خرجت علي النص كما حدث عندما هاجمت منطقة الأكراد في العراق!! أما غير ذلك فليس إلا ضربات جديدة مظهرية تغطي التسهيلات التركية لمرور الدواعش وتسويق البترول لهم!! وليس إلا توفير السلاح والغذاء للدواعش عن طريق العملاء من دول المنطقة!! تعرف دول أوروبا الآن أنه لا مفر من حرب حقيقية ضد الدواعش. وتدرك أن الحظر لا ينحصر فقط في العراقوسوريا. وتنبه فرنسا وإيطاليا وغيرهما إلي خطورة الوضع في ليبيا. ويقول رئيس وزراء فرنسا إن ليبيا ستصبح مركز الإرهاب الداعشي في السنوات القادمة!! بعد حادث كاليفورنيا قال الرئيس أوباماً إن الارهاب لن يخيفنا» المشكلة الحقيقية أن أمريكا لم تكن تخيف الإرهاب، بل كانت تدعم بعض فصائله لأسباب تعرفها الإدارة واجهزة المخابرات الامريكية! الآن.. يعرف السيد اوباما ان سياسة بلاده قد تكون حققت بعض النجاح بتدمير دول عربية مثل العراقوسوريا وليبيا، وبإشاعة الفوضي وإثارة الحروب الطائفية في المنطقة. ولكنه يعرف أيضاً أن خسارة بلاده ستكون أكبر، وأن اقرب حلفائه في أوروبا يعرفون ما جلبته عليهم السياسة الامريكية التي ساروا وراءهامن مخاطر. والسؤال: هل تملك أمريكا ورئيسها شجاعة الاعتراف بالفشل؟ وهل تدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته حين دعمت الإخوان والدواعش لتنفيذ مخططاتها؟!! وحين لم تستمع لمصر وهي تعلن من البداية أن الإرهاب واحد، وأن الحرب عليه لابد أن تتوجه لكل منظماته، وان تضرب كل مواقعه؟.. حتي الآن اكتفت أمريكا بالإعلان عن زيادة جنودها الذين يقودون التحالف ضد داعش في سورياوالعراق إلي 200 جندي، مع الطلب من حلفائها أن يدعوا لهم بالنصر وأن يتحملوا باقي المهمة وكل التكاليف!!