التهميش والاهمال توصيفات لاتعبر بدقة عن احوال الصعيد.. هذا الاقليم الذي ظل لعقود طويلة مهملا ومتروكا أرضا خصبة لزرع التطرف وحصد الفقر والارهاب والتخلف.. واذا كان مفهوما هذا الاهمال التاريخي من الحكومة المركزية للجنوب المعدم فإن غير المفهوم ان يكون الاهمال للصعيد من جانب محافظي الصعيد انفسهم ! هذا الأسبوع لبيت دعوة كريمة من بلدتي اسيوط لحضور مؤتمر رأيته مهما حول واقع اسيوط الرياضي وكيفية تقديم رؤية تنهض بهذا النشاط المهم في عاصمة الصعيد التي تتصدر قائمة المحافظات الأكثر فقرا في مصر واضطلعت جمعية الشبان المسلمين برئاسة المهندس عمر شريت بتنظيم المؤتمر الذي تولي د. جمال محمد علي عميد التربية الرياضية السابق والمدرب المعروف مهمة التحضير له كمقرر وشاركه في الترتيب و اعداد ورقة المؤتمراتحاد الثقافة الرياضية برئاسة الصديق العزيز اشرف محمود وكل منهم صعيدي شرب من نهر الاهمال طويلا وجاءت دعوة نواب الشعب من اعضاء مجلس النواب عن اسيوط لحضورهذا المؤتمر اكثر من مهمة ليتحمل كل طرف مسئوليته تجاه شعب يحتاج الكثير من الاهتمام.. لكن للأسف حضر الشعب ممثلا في نوابه وجمال علام رئيس اتحاد الكرة وخبراء الرياضة ورؤساء الاندية بالمحافظة ورجال الاعلام وكل الضيوف الذين قطعوا مئات الكيلومترات.. وغاب المحافظ الذي لا يبعد مكتبه عن مقر المؤتمر سوي بضعة أمتار قليلة ! لم يحضر محافظ اسيوط المهندس ياسر الدسوقي برغم أهمية وجوده وتأكيد ادارة المؤتمر علي دعوته كما انه لم يعتذر للحضور ولم يعرف وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة عادل طلعت يتكلم باسم من او يعتذرعن غياب من هل عن عدم حضور المحافظ او وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز ونائبه اشرف صبحي وجميعهم تمت دعوته.. وبعد كل هذا يتحدثون عن اهمال وتهميش الصعيد وخطط التنمية !! صدمني تأكيد وكيل الوزارة بأن اجمالي ما هو مخصص لأسيوط في موزانة الشباب والرياضة سنويا لايزيد علي 450 ألف جنيه فقط وهو لايكفي لبناء مدرج في ملعب, لكني أعرف أن جهود خالد عبد العزيز كبيرة في اتجاه توفير أقصي دعم لأندية الصعيد الفقيرة ومراكز شبابها المهملة واعرف ان هناك طفرة كبيرة حدثت في ايجاد الملاعب المفتوحة وتطوير الكثير من مراكز الشباب لكن حقيقة أوجاع الصعايدة التي تم طرحها من خلال رؤساء هذه الاندية والمراكز وناقشها نواب الشعب وخبراء الرياضة كانت بحاجة لمن يهتم او ينظر فيها كما أن التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمرشاملة وواقعية وتحل الكثير من المشاكل.. لكن من يسمع ومن ينفذ ! كفاية ضحك علي الصعايدة !