بمجرد توقيع اتفاقية إنشاء المحطة النووية أصبحت محافظة مرسي مطروح محورا للأنظار، تحولت المحافظة إلي خلية نحل استعدادا لتحقيق حلم مؤجل منذ سنوات طويلة. في هذا الحوار يوضح المحافظ اللواء علاء ابوزيد الخطوات اللاهثة التي تتحقق بهدف تحويل الحلم القديم إلي حقيقة ملموسة. في البداية أكد أن هذا المشروع تعرض لمؤامرات داخلية وخارجية نجحت في تجميده لأكثرمن 33 عاما، رغم أن خبراء عالميين اختاروا منطقة الضبعة منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر لتكون موقعا للمحطة، وعلي مدار عقود لم يستطع الرؤساء المصريون المتعاقبون أن ينقلوا المشروع إلي حيز التنفيذ، إلي ان اتخذ الرئيس السيسي القرار الحاسم ووقع عقد انشاء المحطة مع شركة «روز اتوم» الروسية، ليتحقق حلم المصريين بإقامة أول مشروع نووي لتوليد الطاقة السلمية. الرئيس يتابع كل التفاصيل.. والخبراء الروس اندهشوا من فرحة أهالي الضبعة تكلفة الكهرباء «الشمسية» 6 أضعاف «النووية».. و«الرياح» غير دائمة يشكك البعض في الجدوي الاقتصادية لمحطات الطاقة النووية ويطلبون اللجوء إلي الطاقة الشمسية والرياح. هؤلاء جهلاء واعداء للنجاح ويحاولون التشكيك في كل ما تنجزه الدولة، فإنشاء محطة طاقة شمسية تكلف 6 أضعاف المحطة النووية كما أن الاستعانة بالبطاريات يرفع التكلفة إلي 9 أضعاف دون أن تقدم حلا للظلام الدامس، بالاضافة إلي أنها تتأثر بالعواصف والأتربة وصيانتها مكلفة جدا وهذا ما أثبتته الدراسات العالمية والخبراء، أما محطات الرياح فتكلفتها 3 أضعاف وغير دائمة، ونحن لا نرفضها ولكن المحطات النووية أهم لنا في تلك المرحلة، والرئيس اختار افضل تكنولوجيا واقوي أمان نووي وأحسن جدوي اقتصادية. كيف كانت ردود أفعال أهالي الضبعة علي توقيع الاتفاقية ووصول الوفد الروسي؟ - رد فعلهم وطريقة استقبالهم أبهرت الخبراء الروس، حتي إن الخبراء أبدوا في اليوم السابق لتوقيع الاتفاق النووي دهشتهم من ردود أفعال الاهالي من فرحة واستقبال مشرف، وابلغوني أنهم علي مدار سنوات عملهم لم يروا شعبا متعاونا مثل الشعب المصري في التعايش مع المشروع، حيث غالبا ما يقابله رفض وتصد، وكان ردنا عليهم أن الشعب المصري يثق برئيسه وجيشه. كيف تمكنتم من حل المشكلات مع الأهالي ورجال الأعمال التي كانت تعوق المشروع في السابق؟ - لم نواجه معوقات مع الأهالي أو رجال الأعمال ملاك الاراضي لأننا قمنا بحل تلك المشكلات في السابق بوضع حلول توافقية وعادلة، وحددنا تعويضات مرضية علي عكس نظام مبارك الذي لجأ إلي نزع الملكية واعتمد علي الحل الأمني فقط، والحديث عن وجود معوقات أو رفض من جانب الأهالي غير صحيح علي الإطلاق، فقد اصبحت العلاقة بين الجيش والأهالي علاقة ثقة وود متبادل، وأتعامل مع الأهالي كأحد أبنائهم وأحترم عاداتهم وتقاليدهم والتواصل اليومي المباشر معهم وحل مشكلاتهم، حتي لو وجد مواطن صعوبة في الحصول علي اسطوانة بوتاجاز يتصل بي شخصيا، وأتعامل مع جميع الشكاوي بلا استثناء حتي لو كانت كيدية وهذا سلاح ذو حدين فله الكثير من الفوائد ولكنه قد يمثل جهدا اضافيا علي عاتقنا غير أننا نتعامل مع الجميع بصدر رحب وكان لهذا أثر بالغ في نفوس مواطني مطروح. ما ردك علي تخوفات البعض من الأضرار التي قد تنجم عن المشروع النووي؟ - الكلام عن وجود أضرار للمفاعل النووي سابق لأوانه ونحن اتفقنا علي أعلي إجراءات تأمين، ومع أنني لست متخصصا فقد اتفقنا مع أفضل دولة في العالم علي إنشاء المفاعلات النووية رغم وجود عروض أخري من كوريا والصين، وأطالب من لديهم تخوفات بالصبر والهدوء قليلا وانتظار النتائج والثقة في الدولة والقيادة السياسية، وقد تم دراسة هذا الموضوع بعناية تامة علي مدار سنوات، وأقول للمتخوفين: "سيبونا نشتغل" ولا تستمعوا للمتربصين وانظروا للأمام وتفاءلوا قليلا.
هل كان للوفد الروسي مطالب؟ - نعم واستمعنا لمطالب الخبراء الروس الذي سيقوم بإنشاء المعامل والتجهيز الهندسي للإنشاءات، ووفرنا له كل مواصفات الأمان وننتظر وصول الأجهزة والمعدات، وقمت بتذليل كافة العقبات لسرعة إنهاء الاجراءات الجمركية لدخول المعدات، وتوفير خدمة الانترنت بالموقع، والمتابعة الدورية للوقوف علي أي احتياجات لازمة لعملهم وتوفيرها بالموقع. وما إجراءات تأمينهم؟ - الوفد الروسي في أعيننا ووفرنا أقصي درجات التأمين لحمايتهم وأهالي مطروح قبلنا يساهمون في تأمينهم ويخافون عليهم أكثر منا. هل انتهيتم من إنشاء المدينة السكنية؟ - انتهينا من 80% من الانشاءات وسوف يتم البدء في تسليمها أول يناير، إضافة إلي أننا سلمنا الدفعة الأولي من مستحقات الأهالي الذين تم نزع ملكيتهم والدفعة الثانية بعد شهرين. ما آخر التطورات في منطقة الضبعة؟ - انتهينا تقريبا من جميع الأعمال الإدارية الخاصة بإقامة أماكن المفاعلات والإعاشة بالمنطقة ومعامل الاختبارات التي سيتم فيها اجراء جميع التحليلات، وجهزنا أماكن لاستقبال الآلات والمعدات التي ستصل منتصف ديسمبر. هل يوجد تواصل مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بخصوص تجهيزات محطة الضبعة النووية ؟ - الرئيس علي تواصل معي بشكل مستمر لمتابعة التطورات، ويتحدث معي في أدق التفاصيل و" إيده في كل صغيرة وكبيرة وبيسألني عن كل حاجة"، وأعتقد أنه يفعل ذلك مع جميع المسئولين في كل المواقع، ويولي مطروح اهتماما خاصا خلال هذه الفترة نظرا لما بها من أحداث وتداعيات مهمة سواء محطة الضبعة، بالاضافة إلي ما يحدث في دولة ليبيا الشقيقة والاوضاع الاقتصادية. حدثنا عن أهم المشروعات المقرر إقامتها في مطروح خلال الفترة المستقبلية؟ - لدينا استثمارات تصل إلي 200 مليار جنيه لتوفير فرص عمل لأبناء مطروح بصفة خاصة ولأبناء مصر بصفة عامة، ونحن بانتظار 21 مشروعا قوميا كبيرا تم الاتفاق عليها في مؤتمر مطروح الاقتصادي، وعلي رأسها ميناء تجاري بمنطقة جرجوب بالنجيلة وكان ذلك حلما يراود الاهالي للاستثمار وذلك لأنها اقرب ساحل لأوروبا والمغرب العربي، وتقدر قيمة المشروع بنحو 10 مليارات دولار وسوف يتم تنفيذه علي ثلاث مراحل من خلال إقامة رصيف ركاب وآخر للحاويات والثالث للخدمات البترولية، والرئيس السيسي وجهنا بسرعة البدء في تنفيذه، بالإضافة للعديد من مشروعات الصرف الصحي في العلمين ومطروح وسيوة من خلال الخبرات الكورية وسوف نتسلم دراسة كاملة بحلول شهر ديسمبر، بالاضافة لإنشاء 1500 غرفة سياحية بقيمة 12 مليار جنيه لتنشيط السياحة. أخيرا.. ما توقعاتك لمستقبل مطروح ؟ - مطروح ستصبح قاطرة للتنمية وسوف تشهد طفرة في الساحل الشمالي الغربي لم تحدث من قبل، وستوضع علي الخريطة العالمية من خلال مشروعات جاذبة للسياحة وسوف ندعم ذلك بإنشاء تليفريك ونافورة راقصة تشبه الموجودة في برج خليفة بدبي.