اليوم يترقب العالم، وفي مقدمته مصر والمصريون الحكم في قضية القرن.. نتطلع جميعا وننتظر القصاص من المخلوع ومن شاركوه الفساد.. إعلاء للعدالة وحق شهداء الثورة ومصابيها، واستردادا لكرامة مصر والمصريين التي امتهنوها دون شفقة أو رحمة بشعب عاني المر جراء رضوخه لحكمهم واستبدادهم، ودأبهم علي سلب مقدراته وثروات البلاد.. إلي أن شاء الله واستخدم الشعب في تفجير ثورة 25 يناير، ليعلن إرادته في الحياة، وكان لثورته عظمة أكدتها مشاركة كل طوائف وأطياف الشعب فيها، وتجلت في الحرص علي سلميتها، رغم ما عانوا من صد ومواجهة الثورة المضادة التي استخدمت قوتها الغاشمة في محاولاتها الفاشلة لإثارة الفوضي، وإصرارها علي إعمال البلطجة كأداة لتشويه مشهد الثورة والثوار، ولكن الشعب العظيم قادر علي فرز الطيب من الخبيث. وانتهت الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة، ليتصدر المشهد د. محمد مرسي مرشح الحرية والعدالة، ويليه الفريق أحمد شفيق مرشح فلول النظام السابق، ليتصارعا في جولة الإعادة علي منصب رئيس الجمهورية الثانية.. والغريب أن ما تحقق لشفيق من أصوات جاء في تحد غير مبرر لثورة شعب المحروسة، ليقصي مرشحي الثورة عن الساحة، ونجد حمدين صباحي ود. عبد المنعم أبو الفتوح يحصلان علي الترتيب الثالث والرابع، بفارق ضئيل عن عدد الأصوات التي حصدها ممثل النظام البائد! يري المراقبون والمحللون أن شفيق الذي كان رئيسا لوزراء مصر حين حدوث "موقعة الجمل" قد أعمل ماكينات الدولة وأدواتها التي كشفت ان النظام البائد مازال قابعا في مؤسسات الدولة، إضافة لدعم أموال الثورة المضادة، في تمكينه من الحصول علي أصوات الناخبين الطيبين من أهل مصر، تحت مظلة إيهامهم بأن لديه قدرات خارقة لإعادة الأمن فورا، وأنه الأقدر علي إدارة البلاد، وأنه الأمين علي حقوق الإخوة المسيحيين، ويزداد الطين بلة عندما يؤكد علي تحقيق أهداف الثورة.. وكيف له ذلك؟! أليس أحمد شفيق هو من قال: "للأسف نجحت الثورة.. أنا قادر علي ردع مَن يتظاهر ضدي بعدما أُصبح رئيسًا، والعباسية بروفة"؟!، وهو من أهان المعتصمين بميدان التحرير، قائلا علي قناة ال "بي بي سي" واصفا إياهم: "كأنهم في الهايد بارك وممكن أجيب لهم بونبون كمان".. وهو نفسه الذي أكد أن مثله الأعلي الرئيس المخلوع وسيظل هكذا حتي نهاية العمر، ولكن السؤال: نهاية عمر أي منهما؟!.. وماذا عن البلاغات المقدمة للنيابة والتي تتهمه بالفساد وقت أن كان وزيرا للطيران ومن فبل ذلك ، وما وجه إليه من اتهام بالتسهيل والاستيلاء وإهدار المال العام، في واقعة التعاقد مع بنوك بالأمر المباشر، والحصول علي القروض بضمان أصول مصر للطيران، وعدم سدادها؟!.. وماذا عما يثار حول ال 24 بلاغًا التي تقدَّم بها عددٌ من العاملين بوزارة الطيران المدني والشركة القابضة لمصر للطيران إلي النائب العام يتهمونه فيها كرئيس لمجلس الوزراء وكوزير أسبق للطيران بإهدار المال العام، ومحاباة علاء وجمال مبارك بمجاملتهما في إسناد أعمال بالمطار لكل من مجدي راسخ ومحمود الجمال ولبعض أصدقائه بالأمر المباشر! كل ذلك ، وكثير غيره -ستكشف عنه الأيام المقبلة.. وأود أن تؤتي التحقيقات ثمارها، وتكشف سرعة إنجازها حقيقة الاتهامات الموجهة إليه.. وأجد في دور الإعلام الصادق إعلاء الحق في تبصير المواطنين.. وأري أن أمانة التصويت والمشاركة في اختيار رئيس مصر فرض عين علي كل مصري ومصرية، كما أنه من الواجب الوطني عدم المشاركة في إعادة إفراز صورة جديدة من النظام البائد.. ولنتآلف جميعا للحفاظ علي استمرار ثورتنا، بقناعة كاملة أن شرعية الميدان هي الحصن الحصين لشرعية البرلمان.. وتحيا مصر.