خرج شعب مصر العظيم.. في النجوع والعشوائيات.. في المدن والأرياف.. في الصعيد وسيناء.. في الوجه القبلي والبحري.. يومي الأربعاء والخميس الماضيين ليكتب تاريخه وينتخب رئيسا له بكل حرية ونزاهة وشفافية.. وهي أيضا المرة الأولي في تاريخ الدول العربية.. إذ لم يسبق أن إنتخب شعب عربي رئيسه كما جري في مصر أم الدنيا أكبردولة في المنطقة.. لنضرب بذلك المثل والقدوة في الممارسة الحقيقية للديمقراطية.. العالم كله.. أصدقاء مصر وأعداءها.. إتجهت أنظارهم إلي القاهرة.. إلي ثوار 25 يناير.. وهم يكتبون السطر الأخير في كتاب الثورة المجيدة.. الكل تابع أكثر من 50 مليون مصري وهم يختارون رئيسا لمصر.. ليقود المرحلة المقبلة.. ليقود الأمة في أخطر المراحل.. وأشدها إنعطافا وإنكشافا.. فمصر هي أم المنطقة وكل مصري اليوم يشعر بالفخار.. لأن ما يحدث عندنا يؤثر حتما علي كافة الدول الشقيقة والصديقة.. فتداعيات ثورتنا لاتزال بعد مستمرة وأمواجها وصلت إلي كافة الشواطئ والرمال المجاورة.. الاستطلاعات التي جرت كثيرة.. ولكن يجب النظر إليها بحذر.. لأنها موجهة في الأغلب لخدمة بعض المرشحين.. وقد حصرت المنافسة بين خمسة مرشحين هم: عمرو موسي.. أحمد شفيق..حمدين صباحي..عبد المنعم أبوالفتوح ومحمد مرسي.. بينما أظهرت الحوارات التي أجراها المرشحون تشابها كبيرا من حيث التركيز علي الوضع الداخلي.. وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد.. في حين ركز المتحاورون في الشأن الخارجي علي إستعادة مصر لدورها ومكانتها..وعلي مراجعة كامب ديفيد.. إختلفت التقديرات حول حظوظ المرشحين ال13 في الفوز.. فرجحت مصادر قريبة من الإسلاميين د.أبوالفتوح ود.مرسي لجولة الإعادة.. وآخرون توقعوا وصول السيدعمرو موسي والفريق أحمد شفيق والأستاذ حمدين صباحي المرشح الناصري أيضا للدور الثاني.. وجميعها مجرد قراءات للمشهد الإنتخابي.. إلا أنني أشعر اليوم بالسعادة والزهو والإعتزاز بصرف النظر عن الفائز في الإنتخابات.. لأنه سيعبر بصدق عن رأي المصريين في كل مكان.. وحتما سيترجم أهداف وأحلام الثورة.. وسيكون الأكثر قدرة علي إحداث التغيير المطلوب.. والعودة بمصرنا الغالية إلي الأمن والإستقرار والأمان.. لأنه إختيار شعب مصر العظيم !