وفاء الغزالى في محاولة منا لرسم ملامح لصورة حرم الرئيس القادم التي نتمني رؤيتها فقد جمعني لقاء مع د.تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وسألتها هل تتوقعين أن يأتي الرئيس القادم بزوجته إلي الاضواء؟ جاءت إجاباتها لتؤكد أننا نريد زوجة رئيس بدرجة مواطنة مصرية عادية.. لا تشارك في صنع القرار ولا تتدخل في شئون البلاد.. ولكن انا ضد التعسف مع زوجة الرئيس القادم بغرض تواريها عن الاضواء.. ويهمنا عدم تكرار النماذج السابقة لان هناك فرقاً بين ان تتدخل زوجة الرئيس في الأمور السياسية والاقتصادية والقرارات التي تساعد علي إفساد المنظومة التي يقوم عليها النظام الجمهوري.. وألا تسخر السلطة لخدمتها وخدمة أسرتها ولمصالحها الشخصية وتعرف أن هناك خطاً أحمر بين دور زوجة الرئيس في البيت وتدخلها في شئون البلاد.. وأن يكون دورها في حدود أنها مواطنة عادية وليست زوجة الرئيس. وفي رأيي أرفض ان تتواري عن الاضواء لأن ذلك يعود بنا للوراء ويفرض نموذجا رجعياً متخلفاً لا يليق بالمرأة بعدما تبوأت الكثير من المواقع المهمة في الدولة.. وعليها ان تتذكر انها ليس لها سلطان علي أحد وألا تخلط بين العام والخاص أي لا تكون مواطنة مميزة.. وإذا اختارت أن تقوم بعمل تطوعي والاهتمام بالحياة العامة فلا مانع ان يكون نشاطها مقصوراً علي العمل الاجتماعي وأن تموله بجهودها الذاتية والتبرعات أو بأموالها وليس من حقها واهتماماتها علي رعاية الحالات الإنسانية.. وتساهم في تحسين معيشة الشرائح الفقيرة في المجتمع والعمل علي محو الأمية.. أي يكون نشاطها ان تأخذ من خزائن الدولة ولا يمنع إطلاقا قيامها ببعض الامور البروتوكولية. وعلي العموم إن حرم الرئيس في جميع دول العالم لها دور اجتماعي ويجب النظر علي أنها إنسانة لا تفقد إنسانيتها لمجرد أنها حرم الرئيس ولكن هناك خطاً أحمر لا تتعداه.. ..وفي النهاية لن نقبل بعد ذلك بوجود رئيس مواز علي قمة السلطة حتي ولو كان هذا الشخص هو زوجة الرئيس.