لا شك ان ظاهرة سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق حسني مبارك ستظل في أذهان المصريين لسنوات طويلة قادمة بعد ان كانت هذه السيدة تتحكم في كل شيء في مصر.. كانت تعين وزراء ومحافظين وكانت تفصلهم ايضاً.. وكانت تضع قوانين وتلغي قوانين اخري ورغم انها لم تكن تحمل مؤهلات دراسية لأسباب لا نعلمها حتي الآن إلا انها استطاعت بقدرة قادر ان تحصل علي الدكتوراة بعد ان تعدت سن الستين!! وفي النهاية كانت هذه السيدة وراء النهاية المأساوية لزوجها. السؤال الذي يفرض نفسه.. ما هو المطلوب حتي لا تتكرر ظاهرة سوزان مبارك مرة أخري؟! وما هي مواصفات سيدة مصر الأولي القادمة؟! سؤال طرحناه علي عدد من الكوادر النسائية. * د.زينب شاهين خبيرة التنمية وشئون قضايا المرأة تقول: المطلوب من زوجة الرئيس القادم ان تبتعد تماماً عن السياسة ولا تتدخل في شئون زوجها ولا تشاركه في اختياراته للوزراء والمحافظين حتي لا تتكرر اخطاء سوزان مبارك التي أدت إلي اختيار أهل الثقة والابتعاد عن أهل الخبرة وكانت النتيجة ما وصلت إليه مصر الآن من احوال متردية. أضافت: حل مشاكل المرأة لا يكون بقرارات فوقية كما كان يحدث أيام مبارك ولكن بقرارات صادرة من الشعب المصري الذي له الحق الوحيد في اختيار قراراته. ابتعدي عن السياسة * تقول د. يمني الشريدي رئيسة جمعية سيدات أعمال مصر: ان زوجة الرئيس السابق تجاوزت كل الخطوط الحمراء فوجدناها تختار السيدات القريبات منها لتعيينهم وزراء وسفيرات وغيرها من المواقع القيادية ولم تكتف بذلك بل فرضت قوانين معينة بدعوي انها في صالح المرأة مثل كوتة البرلمان وكان الهدف الحقيقي هو اختيار صديقاتها وقريباتها. اضافت: المطلوب من سيدة مصر الأولي القادمة ان تكون مثل زوجات رؤساء العالم المتقدم تشارك في أعمال خيرية او تتبني مشروعات خدمية ولا تتدخل ابداً في السياسة لأنها مسئولية الرئيس فقط كما نجد في أمريكا وأوروبا وغيرها. تقترح علي زوجة رئيس الجمهورية القادم ان تتبني مشكلة النظافة التي اصبحت تؤرق كل المصريين بعد ان انتشرت أكوام القمامة في شوارعنا ومياديننا العامة وذلك بهدف القضاء علي هذه المشكلة وذلك من خلال عمل تطوعي من الجمعيات الأهلية تقوده زوجة رئيس الجمهورية ولا تعطي تعليماته للمحافظين ولا للوزراء. * تري عزيزة الحمامصي رئيسة جمعية خريجات الجامعة ان علي زوجة رئيس الجمهورية القادم ان تكون من بيت أصيل شبعانة وان تتناسب طموحاتها مع طموحات أي سيدة مصرية عادية مشيرة إلي ان تجربة سوزان مبارك كانت مؤلمة وقاسية وانتهت نهاية درامية لم يكن احد يتوقعها ابداً. اتفقت علي ان السيدة الأولي القادمة يجب ان تبتعد عن السياسة تماماً ولا تتحدث فيها ابداً ولا تظهر في التليفزيون إلا بجانب زوجها عند استقبال أي شخصية اجنبية قادمة إلي مصر أو عند زيارة الرئيس لاحدي دول العالم. أكدت علي ضرورة ان تركز في النواحي الاجتماعية فقط وان تساهم في رفع مستوي المجتمع منها وان تضع قضية العدالة الاجتماعية نصب عينها مشيرة إلي ان حرم الرئيس السابق لم تكن تهتم بنساء الطبقة الفقيرة والمهمشة بينما كانت حريصة علي الظهور بجانب سيدات المجتمع من الطبقة الراقية وهن بالطبع لا يمثلن سيدات مصر. العمل التطوعي * تري فاطمة حجازي رئيسة جمعية أولادي بالمعادي ان حرم الرئيس القادم لابد ان توجه نشاطها للعمل التطوعي من أجل حل مشاكل المواطنين وألا تتدخل ابداً في السياسة وان تضع نصب اعينها تجربة سوزان مبارك وما تسببت فيه من مآسي وكوارث لمصر كلها. تؤكد علي ضرورة ان يكون ظهورها شرفياً وان تبعد أولادها عن السلطة بشكل تام حتي تتعلم من اخطاء الماضي بعد ان كان الرئيس السابق يتجه إلي توريث الحكم لابنه وكأننا في ملكية خاصة. * تقول مايسة قايد رئيسة جمعية سيدات مصر أنه رغم ان الجمعيات الأهلية لها دور قوي ومؤثر وفعال إلا ان حرم الرئيس السابق تجاهلتها تماماً وانصرفت عن التعامل معها ودعم العمل الأهلي واتجهت إلي مشروعات أخري مثل مشروع القراءة للجميع في الوقت الذي تصل فيه نسبة الامية إلي أكثر من 40% وتتساءل: كيف نطالب الشعب بالقراءة والأمية تصل إلي هذه النسبة المخيفة. تضرب مايسة مثلاً علي عدم اهتمام حرم الرئيس السابق بالعمل التطوعي بأن الجمعية استوردت مغاسل كهربائية وثلاجات لدار المسنين من ألمانيا وكانت تحتاج إلي 100 ألف جنيه لتركيب هذه الأجهزة بالدار وتم الاتصال بزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق لطلب تدخل سوزان مبارك إلا انه لم يرد علينا وتم تركيب هذه الاجهزة من خلال عمل تطوعي في الوقت الذي اقامت فيه حدائق كثيرة باسم سوزان مبارك تكلفت ملايين الجنيهات فقط من أجل تخليد اسمها!! * تقول رحاب محمود رئيسة جمعية سوا للتنمية ان سوزان مبارك افسدت الحياة السياسية وتدخلت بشكل سافر لفرض بعض القوانين مثل قانون الطفل واستحدثت منصب وزيرة الأسرة من أجل صديقتها مشيرة خطاب بالاضافة إلي قانون الرؤية الذي تسبب في مشاجرات بين الازواج الذي نص علي ان الرؤية في مركز شباب أو ناد أو في مقر من مقار الحزب الوطني.