استعادت القوات الكردية العراقية (البشمركة)، بدعم من قوات التحالف، عددا من القري المحيطة بمدينة سنجار في إطار هجوم بدأته أمس تحت إشراف رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بنفسه، لانتزاع السيطرة علي البلدة، التي سيطر عليها تنظيم داعش العام الماضي وأجبر عشرات آلاف من الإيزيديين علي الفرار منها، وقطع خط أساسي لامدادات «الجهاديين» يصل إلي سوريا. وقال بيان للمجلس الوطني الكردي إن «حوالي 7500 مقاتل من البشمركة يحاصرون جبل المدينة من 3 جهات في خطوة للسيطرة علي المدينة وقطع خط الإمدادات الرئيسية لداعش». وأضاف البيان أن «الأكراد يسعون إلي إنشاء منطقة عازلة لحماية المدينة وسكانها من نيران المدفعية». وأوضح المتحدث باسم التحالف الكولونيل ستيف وارن أن «هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد»، مشيرا إلي «أن السيطرة علي سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال وان ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم علي الحصول علي الامدادات وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل». وتقع سنجار علي خط أساسي لامدادات داعش يربط بين الموصل معقله في العراقوسوريا حيث يسيطر علي مناطق واسعة. وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبري «للجهاديين» في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراقوسوريا. وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها التنظيم قبل عامين وشن حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الايزيديات، انتصارا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا. وقالت القوات الكردية والجيش الأمريكي إن عدد مسلحي التنظيم المتشدد في البلدة زاد إلي نحو 600 مسلح بعد أن وصلت تعزيزات استعدادا للهجوم الذي كان متوقعا منذ أسابيع لكن عطلة سوء الأحوال الجوية وخلافات بين القوات الكردية والايزيدية في سنجار عطلت بدء الهجوم. لكن طرد المسلحين ليس العائق الوحيد الذي يقف أمام العملية إذ ينبغي عليهم إزالة المئات من العبوات الناسفة والتعامل مع المنازل المفخخة ضمن شبكة دفاعية أقامها التنظيم منذ أكثر من عام للسيطرة علي المدينة.