يومي الأربعاء والخميس القادمين ستعيش مصر كلها أحلي عرس في تاريخها إذا أردنا نحن أن نجعله عرسا سيتم فيه لأول مرة اختيار رئيس مصر القادم بانتخابات حرة نزيهة وليست شكلية كما حدث في عام 2005 وتحت إشراف قضائي كامل رئيس مصر الثانية الجديدة التي نحلم بها لكن أخشي ما أخشاه أن نعكر صفو هذا العرس بأيدينا، وتتغلب علينا مصالحنا الشخصية كما حدث في الفترة الأخيرة من جانب عدد من التيارات السياسية التي تاجرت بثورة 25 يناير منذ بدايتها وكان هدفها الأساسي الاستحواز علي السلطة والسيطرة علي كل مفاصل الدولة فصائل بدأت منذ عدة شهور تقوم بعملية شحن للمواطنين وإيهامهم بأن الإنتخابات الرئاسية القادمة سيتم تزويرها من خلال اللجنة القضائية المختصة بهذه الإنتخابات والتي تضم في نفس الوقت خيرة قضاة مصر علي الإطلاق بل وإتهام المجلس العسكري ايضا بأنه سيفعل ذلك كل هذا لتهيئة الجو في حالة عدم نجاح مرشح هذه الفصائل من الجولة الأولي أن يقوموا بالتحرك بطريقة غير قانونية وبتظاهرات وأفعال غير مقبولة ضد نتائج هذه الإنتخابات والعمل علي عدم إستكمالها.. أخشي ما أخشاه حدوث هرج ومرج وبعض مظاهر الإنفلات عند إعلان نتائج الجولة الأولي من إنتخابات الرئاسة والتي أتوقع أن يكون فيها إعادة بين إثنين من المرشحين الإثني عشر اللذين حصلا علي أعلي الأصوات لعدم حصول أي من المرشحين الإثني عشر في الجولة الأولي علي نسبة 50٪ + 1 من الأصوات وهذا يعني خروج 8 مرشحين من سباق الترشح للرئاسة وبقاء اثنين فقط في سباق الإعادة لكن قد لايقبل ممثلو بقية المرشحين الذين خرجوا من السباق نتيجة الجولة الأولي من الإنتخابات وقد يقوم بعضهم بتصرفات لانعرف طبيعتها حتي الآن للإعتراض علي هذه النتيجة مثلما حدث مع ظاهرة أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل والتي كانت قد وصلت في فجرها وإنحرافها إلي الإتجاه إلي وزارة الدفاع بهدف إسقاطها !! أتمني ألا يحدث مثل هذا بعد إعلان نتيجة الجولة الأولي من الإنتخابات الرئاسية القادمة، وألا نشوه هذا العرس التاريخي بأيدينا، وأنا أؤكد أيضا أن أي محاولة للتأثير السلبي علي سير هذه الإنتخابات ستقابل بالحزم من القوات المسلحة التي حمت ثورة 25 يناير منذ بدايتها وتريد أن تسلم الراية مرفوعة لرئيس مدني منتخب إنتخابا حرا مباشرا من الشعب كما وعدت بذلك. وأقول لهؤلاء يجب أن نأخذ من الإنتخابات الفرنسية الأخيرة نموذجا يحتذي به عندما نجح رئيس فرنسا الجديد فرنسوا أولاند في إنتخابات الإعادة بنسبة تقل عن 52٪ من الأصوات أكرر أقل من 52٪ وأصبح رئيسا لكل الفرنسيين ياسادة حافظوا علي بلدكم علي مصر الثانية في ثوبها الجديد واجعلوا من نموذج الإنتخابات الرئاسية المصرية أفصل من نموذج فرنسا.