لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية تشهد مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم بنسختها 75 هذا الموسم عددا كبيرا من المدربين الشباب بعد أن بدأت مجالس إدارة الأندية في تجديد الدماء من خلال الاعتماد علي عناصر شابة، بعدما أثبت عدد كبير منهم جدارته ونجاحه في التدريب عكس المواسم الماضية..وقررت الأندية منح الفرصة لوجوه جديدة في عالم التدريب من أجل تغيير ملامح خريطة الكرة المصرية خلال الفترة المقبلة، بعد سنوات سيطر عليها مجموعة من الأسماء الكبيرة. «الاخبار الرياضي ∪ ترصد ظاهرة المدربين الشباب بالدوري بعد ان وصل عدد المدربين الشبان تحت سن ال50 سنة إلي 11 مديرا فنيا بينهم من هم دون الاربعين بل واصغر من بعض اللاعبين بالمسابقة كما ان منهم من قيد لاعبا ومدربا في نفس الوقت.! البداية مع أحمد حسن قائد منتخب مصر السابق ذي ال 40 عاماً، تولي تدريب بتروجت، خلفًا لرمضان السيد الذي رحل عن تدريب الفريق البترولي..∩الصقر∪ يخوض التجربة التدريبية الأولي كما يدخل الموسم الجديد للدوري بطموحات عالية.. وسجل أحمد حسن نفسه لاعبا في قائمة الفريق في وضع غير مسبوق، وميدو صاحب 32 عاما وفي أول تجربة تدريبية خارج ناديه الزمالك هو الأصغر بين كل مدربي المسابقة تولي تدريب النادي الإسماعيلي كما جاء الظهور الأول لليبرو الأهلي السابق عماد النحاس صاحب ال 39 عاماً الذي بدأ مشواره التدريبي كمدير فني لنادي أسوان الذي صعد به للدوري الممتاز وقاده بنجاح للتعادل مع الزمالك بطل الدوري بما يؤشر لكفاءته كمدرب.. إلي جانب حسام حسن مدرب المصري ∩49 عاما ∪ وهاني رمزي المدير الفني لإنبي ∩46 عاما ∪ وايهاب جلال المدير الفني للمقاصة ∩48 عاما∪ وفي حرس الحدود يتواجد عبد الحميد بسيوني صاحب ال 43 عاما ومحمد يوسف مدرب سموحة ∩ 45 عاما ∪ ومحمد جنيدي الباحث عن البقاء مع غزل المحلة ∩ 48 عاما∪ بالاضافة إلي خالد القماش وعلاء عبدالعال مدربي الشرطة والداخلية.. بينما شيوخ الدوري مازالوا يبحثون عن الاستمرار واثبات الذات ويأتي علي رأسهم حسن شحاتة المدير الفني للمقاولون العرب ∩ 68 عاما ∪ بالاضافة إلي شوقي غريب الذي قرر دخول عجلة الدوري هذا العام مع الانتاج الحربي ∩ 56 عاما∪ وحمادة صدقي مدرب وادي دجلة ∩54 عاما∪ وطارق يحيي المدير الفني لطلائع الجيش ∩ 55 عاما ∪. السؤال الذي يطرح نفسه.. هل نحن بصدد نقلة نوعية في عالم وفكر التدريب بالكرة المصرية أم انها مجرد موضة وأغنية شبابية سرعان ما تختفي.. وهل يحتاج لاعب الكرة إلي خبرات كافية ودراسات حقيقية ووقت طويل حتي يتحول إلي مدير فني أم أن خبراته كلاعب وحصوله علي رخصة التدريب وموهبته هي مسوغات كافية لجلوسه علي كرسي المدير الفني؟ وماذا عن الكبار.. وهل طرد سوق المدربين الأسماء الكبيرة من الدوري أم انهم في حالة انتظار لفرض خبراتهم والتدخل في وقت الأزمات.. وكيف ينظرون إلي مزاحمة الشباب لهم في سوق بدا مختلفاً هذا الموسم ؟!.. ∩الأخبار الرياضي∪ فتحت القضية للحوار بين الصغار والكبار. المدربون الشباب: فرصتنا وحقنا.. وحاسبونا بعدين! أكد محمد جنيدي المدير الفني لغزل المحلة أن ظاهرة المدربين الشباب ناجحة بكل المقاييس وموجودة في العالم كله ، مؤكدا أن المدرب يكتسب خبرات وهو لاعب داخل المستطيل الأخضر بعد تعامله مع مدارس تدريبية مختلفة. وقال جنيدي إن المدرب الشاب مظلوم داخل مصر وننظر له دائما علي أنه بلا خبرة وهذا غير صحيح بالمرة وأن هناك العديد من التجارب الناجحة في مصر ابرزها أحمد حسام ميدو والذي استطاع تحقيق بطولة وهو عمره لا يتعدي 31 سنة. واتفق معه طارق مصطفي مدرب الزمالك السابق بأن المدرب الشاب لا يحصل علي الفرصة الكاملة وأن هناك نماذج عديدة مبشرة نجحت في الوطن العربي من جيله مثل هشام الركراكي نجم الكرة المغربية والذي استطاع تحقيق نتائج إيجابية مع الفرق التي تولي تدريبها ونجح في احراز أكثر مع بطولة ليصنع اسمه بحروف من ذهب. وأكد عبد الحميد بسيوني المدير الفني لحرس الحدود أن خريطة المدربين في مصر تغيرت في الفترة الاخيرة وأن مجالس إدارات الأندية بدأت تفكر جديا في الاعتماد علي مدربين شباب ، مشيدا بتجربة طارق العشري مع الحرس وإنبي ونجاحه في احراز أكثر مع بطولة رغم قوة الأهلي والزمالك وقتها وضمه صفقات علي أعلي مستوي. وعن تأثير ذلك علي المدربين الكبار.. قال طارق مصطفي إن المدربين اصحاب الخبرات سيظلون لهم مكانة خاصة في عالم التدريب ، وأن كرة القدم لا تعترف ابدا بالسن بل بالأفضل والدليل علي ذلك بيب جوارديولا والذي تولي تدريب بايرن ميونخ وعمره لا يتعدي 37 عاما ونجح في الحصول علي الألقاب.. بينما أكد بسيوني أن هناك العديد من الدورات التدريبية يتم الحصول عليها في الوقت الحالي تعمل علي زيادة كفاءة المدرب مشيرا إلي ان الرخصة يتم الحصول عليها لتولي فرق الناشئين بينما نجد للعمل في الأفق الأوسع ويدرس فيها المدرب عالم التدريب بشكل منهجي تمهيدا لتولي الفريق الأول ، ولكن الرخصة وهي خاصة بتدريب المنتخبات الوطنية قائلا عالم التدريب لا يوجد به كبير أو صغير بل به الأكفأ والأصلح لهذا المنصب.وشدد محمد جنيدي علي أن المدرب يعتمد في بداية مشواره التدريبي علي الخبرات التي اكتسبها من المدربين الكبار وأن الإنسان دائما في حاجة إلي التعلم مشيدا بتجربة عماد النحاس مع فريق أسوان ونجاحه في الوصول إلي دوري الأضواء والشهرة بعد غياب طويل ورغم ضعف الإمكانيات. وأبدي جنيدي ثقته الكبيرة في استمرار اعتماد الأندية علي مدربين شباب مؤكدا وأنها ظاهرة ∩صحية∪ وسيتم تعميم التجربة في كل الفرق خلال 5 سنوت المقبلة ، واستغرب من أن يتم تصعيد مدرب إلي منصب المدير الفني وهو في 60 من عمره. كما تمني مصطفي التوفيق لكل المدربين الواعدين والذين سيكونون مستقبل التدريب في مصر خلال الفترة المقبلة ، وأن يتولي أحدهم تدريب أكبر الفرق العربية والأفريقية ، مشددا علي أنه تولي تدريب فريق الدفاع الحسني الجديدي بعد رحيل حسن شحاتة وقدم عروضا جيدة وتلقي إشادة كبيرة من جميع الخبراء والنقاد. واختتم بسيوني تصريحاته قائلا : التغيير سنة الحياة واجيال بتسلم اجيال والشباب قادمون بقوة وقادرون علي تولي مناصب قيادية في كل المجالات وليس في عالم كرة القدم فقط.. ومصر ستظل لها الريادة بفضل ابنائها.