أيام قليلة ويدخل المصريون أهم امتحان في حياتهم لاختيار رئيس الجمهورية الجديد.. وسط حالة التشتت والمفاضلة بين مرشحي الرئاسة والتعلق بفكرة زعيم قادر علي احداث تغيير جذري في المجتمع، ولكن علي أي أساس يتم الاختيار؟ بطبيعة الحال تختلف معايير الاختيار بين الناس علي خلاف معتقداتهم وانتماءاتهم وخلفياتهم الثقافية ولكن المطلوب من كل مصري له حق التصويت ان يتقمص في الأيام القادمة دور »كولومبو« المخبر السري الشهير ويبحث في أقوال وأفعال المرشحين ويفتش في تاريخهم ومواقفهم السابقة حتي تتكون لديه صورة متكاملة عن كل مرشح والبرنامج الذي يطرحه وامكانية تنفيذه. أتمني أن يبتعد المصريون عن سياسة القطيع والانسياق وراء الآخرين دون تفكير، وأن يكون التصويت مبنيا علي أساس من الدراية والفهم للعملية الانتخابية، نريد أن نحطم فلسفة »حافظ مش فاهم« التي قام عليها نظام التعليم الفاشل الذي طمس العقول في السنوات الماضية وقزم قدرتها علي التجديد والابتكار. كل ناخب لابد أن يشعر بأن اختياره في انتخابات الرئاسة مسئولية ولهذا لابد أن يختار بعقله وليس بعواطفه. وفي مواجهة مشكلة الأمية، تقوم برامج الاذاعة والتليفزيون بدور ايجابي جدا في استضافة جميع المرشحين لتيسير عملية الاختيار، فثقافة الانتخاب جديدة علي مجتمعنا الذي نشأ علي الاستفتاء علي شخص واحد ونحتاج وقتا لممارسة الديمقراطية بشكل صحيح فهل نطمع ان يكون لدينا 05 مليون »كولومبو« يدققون في اختيارهم ليس فقط من منطلق المسئولية ولكن ايضا لممارسة حقهم في العبور بهذا الوطن آخر منعطفات المرحلة الانتقالية.