لم أكن أتصور أو يخطر علي بالي في يوم من الأيام أن الثورة التي أبهرت العالم كله يمكن أن يحولها المخربون في لحظة إلي كابوس وإلي مشهد كئيب تعم فيه الفوضي ويختلط فيه الحابل بالنابل وتتصارع بعض الفصائل لضرب الاستقرار واغتيال مستقبل الوطن.. ففي لحظات غاب فيها العقل وتغلبت المصالح الشخصية والمطامع المسعورة ممن تصوروا أن المكاسب الحزبية أو الانتخابية تعطي لهم الحق في السيطرة والاستحواذ علي كل شيء والاستيلاء الكامل علي المشهد السياسي في استقواء واضح قوامه المغالبة وفرض الارادة.. وممن غرر بهم واعتقدوا أنهم يستطيعون لي ذراع القانون ومصر كلها وهم يدافعون باستماتة عن شيخهم الذي خرج من سباق الانتخابات الرئاسية.. ووسط كل هذا يتسلل السلاح مع فئة من الانتهازيين أرادت أن تدمر الثورة والوطن تحت نداءات التحريض علي الكفاح المسلح والدعوة للجهاد ويتطور الامر الي الدعوة لاقتحام وزارة الدفاع للاجهاز علي هيبة الدولة وضربها في الصميم.. وفي كارثة العباسية سقط كثير من الابرياء واستشهد أحد جنود القوات المسلحة البواسل.. ولولا ضبط النفس الذي تحلي به رجال القوات المسلحة لتطورت الأمور.. واذا كان ما حدث يؤكد أن الذين اختطفوا الثورة من أصحابها الحقيقيين يحاولون أن يفقدوها أهم ما تميزت به وهي أنها ثورة سلمية إلا ان الشعب المصري والتاريخ لن يغفر لهم مجرد التفكير في مهاجمة وزارة الدفاع رمز القوات المسلحة التي حمت الثورة منذ لحظاتها الأولي وقامت بتأمين كل شبر علي أرض مصر في وقت تخلت فيه الشرطة عن مهامها.. وأن المجلس العسكري هو الوحيد القادر علي حماية البلاد أما من يتصورون أنهم سيحكموننا أو يسيطرون علي كل شيء رغماً عن أنف الشعب فهم واهمون.. ولذلك فعلينا ألا نتجاهل ما حدث من نكران للجميل أو نستهين به.. ولابد من توقيع أقصي العقوبة علي كل من شارك في هذا العار ممن يريدون خراب مصر.. والشعب المصري بريء من كل من قام بهذا الفعل الجبان.