بعد قيام ثورة 52 يناير صعد إلي واجهة المشهد السياسي المصري قوي شكلت اضلاعه الاربعة الرئيسية وهي: شباب الثورة كممثلين عن قوي الشعب الغاضبة التي تختلف تكويناتها من عمال وفلاحين وفقراء المدن والقري وقوي سياسية ليبرالية ويسارية وطوائف مجتمعية متنوعة كالبدو والنوبة والاقباط ويعتبر هذا الضلع هو اقوي اضلاع المشهد حينما ينتفض ويثور واضعفه في نفس الوقت حينما يختلف ويتفرق وتخمد حركته، وصعد المجلس العسكري ممثلا عن السلطة والنظام الحاكم والحكومة و6 ملايين موظف »البيروقراطية المصرية« واصحاب الشركات الكبري والفلول ويعتبر هذا الضلع هو الرابط بين كل الاضلاع والذي يدير العلاقة بينها لصالح حلفائه المؤقتين والدائمين، كما صعد تيار الاسلام السياسي متمثلا في الجماعات الاسلامية أهمها »الاخوان المسلمون، السلفيون، الجماعة الاسلامية« وكانت تلك الجماعات محظورة قبل الثورة ومعظم افرادها وقياداتها داخل المعتقلات والسجون وكان بعضها لا يمارس العمل السياسي بل ويحرمه احيانا ويركزون في العمل الدعوي، المنظومة الدولية و تتمثل في الاتفاقيات والمواثيق الدولية والمنظمات الاممية والدول الكبري وخاصة امريكا وحليفتها اسرائيل والمؤسسات الاقتصادية الدولية مثل »البنك والصندوق النقد الدوليين« والاتفاقيات التجارية العالمية والشركات الكبري وتهتم هذه المنظومة بوجود نظام مصري حاكم يحافظ علي مصالحها الاقتصادية في مصر والمنظمة العربية وامن اسرائيل ايا كانت طريقة وصول هذا النظام للسلطة سواء بالديمقراطية أو القمع. يقول سيد أبوالعلا »مؤسس حركة التضامن العمالي« وواحد من قادة شباب الثورة أن علاقة شباب الثورة بالعسكري بدأت برغبة من الشباب بتحييد الجيش وعدم وقوفه ضد الثورة بهتافهم »الشعب والجيش ايد واحدة« وحاول العسكري الظهور في دور المحايد وحامي الثورة حتي تنحي مبارك عن السلطة وكان هذا الامر سببا في نمو ثقة الشباب في فيهم بداية فكانت هناك اللقاءات المتبادلة والاستماع للشباب واهداف الثورة والوعد بتحقيقها ولكن سرعان ما تلاشت هذه الثقة، حيث لم يبدي العسكري أي بوادر لتنفيذ اهداف الثورة ولم يستجب لطلبات الثوار والحكومة من خلفه وزادت الازمات بحوادث الكنائس وغلاء الاسعار وقمع الاعتصامات انتهاء بمذبحة ما سبيرو، وهنا بدأ الكثير من الشباب يقاطعون العسكري منذ مارس 1102 وآخرون قاطعوه في يوليو من نفس العام ثم نوفبر 1102 فيما يسمي »أحداث محمد محمود« وهو الامر الذي اعلن بداية الفراق الابدي وبدء المطلبات الواضحة من الشباب بانهاء حكم المجلس العسكري والدخول في صراع من اجل وتسليم السلطة للمدنيين. أما بالنسبة لعلاقة شباب الثورة بتيار الاسلام السياسي فيتضح الصراع بالعودة إلي الوراء قليلا، حيث بدأ الشباب ثورتهم منذ سنين طويلة في وقت كانت قوي الاسلام السياسي غائبة عن المشهد السياسي تماما باستثناء الاخوان الذين كانوا اذا تصاعد التحرك الشبابي كانو في مؤخرته ثم يصعدون عليه مثل علاقتهم بحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغير والتي سيطر عليهما الاخوان في نهاية المطاف، فقد توافق الشباب والاخوان في التظاهرات والميادين بداية من 82 يناير ضد نظام الحكم من اجل اسقاطه، ثم بدأت مرحلة الشك مع التنحي وذهاب الاخوان للدعاية وتركهم للميدان، وتحول الامر إلي صراع واضح مع الاخوان وبقية الجماعات الاسلامية التي قد بدات تظهر للمشهد بعد خروجهم من السجن بفعل الثورة مع بداية معركة التعديلات الدستورية، لأن قوي الاسلام السياسي اعتبرت التعديلات معركة خاصة بهم من اجل الوصول السريع للبرلمان والسلطة بعد توافقهم مع العسكر علي هذا، وبدأ الاسلاميون دعاياهم ضد الشباب وبقية القوي المجتمعية وحرضوا ضد استمرار الثورة ودافعوا عن المجلس العسكري في نهاية المطاف سيطر الاسلاميون علي البرلمان.. وزاد الصراع عندما بدأ الشباب يتعاملون معهم علي انهم جزء من السلطة يجب ان يتم مواجهته، فخرجت المظاهرات ضد البرلمان والهتافات ضد الاخوان ثم نظم الشباب الحملات الدعائية ضد مرشحي الرئاسة الاسلاميين، وحقق الشباب انتصارا بتوجه الاسلاميين للشباب لطلب المصالحة والتوحد بعد شعورهم بالهزيمة من العسكر المتمثلة في عدم وصولهم للحكومة واستبعاد مرشحيهم من الرئاسة، وفي النهاية يري غالبية الشباب ان طريقهم للبناء يختلف عن طريق تيار الاسلام السياسي ومازالت العلاقة مفتوحة علي كل الاحتمالات...والدليل أحداث العباسية..وتتضح معالم علاقة شباب الثورة والمنظومة الدولية عندما اظهر العالم كله احترامه وتقديره للشباب وثورتهم، ورد الشباب في البيانات الاولي للثورة احترامهم لجميع المواثيق والاتفاقيات الدولية العالمية، وانقسم العالم إلي قوي داعمة للتغير الحقيقي المتمثل في تغيير النظام الذي يحقق عدالة في التوزيع ويجعل السلطة والثروة فعلا للشعب وقوي عالمية اخري ترغب في مجرد التغيير الشكلي الذي يسمح بهامش من الديمقراطية ولا يحدث تغييرا يؤثر علي مصالحهم في مصر والمنطقة، وهنا رأي معظم الشباب ضرورة في الانفتاح علي العالم وفقا لشروطه دون تغيير في حين رأي البعض ضرورة تغيير المنظومة الدولية القائمة إلي منظومة اكثر عدالة وهذا هو الاصوب من وجهة نظري، كما تعاطي العديد من الشباب مع الثورات العربية ودعموها ويرونها امتدادا وانتصارا لثورتنا، وأؤكد نهاية انه لن يحدث تغيير حقيقي عادل في مصر الا بتغيير في المنظومة الدولية نحو نظام يضمن العدالة الانسانية اكثر وينهي سيطرة دول علي اخري ويساوي بين كل الشعوب والدول ويفتح الاطر بينها للتعاون.