في خضم فاعليات البرنامج الأمريكي لتدريب وتسليح المتمرديين السوريين لمحاربة تنظيم "داعش" أسند البنتاجون مهمة توريد الاسلحة لشركة خاصة صغيرة مجهولة تسمي "Purple Shovel LLC"، وسمحت واشنطن لمقاول أسلحة صغير بولاية ديلاوير بشراء أسلحة من بيلاروسيا التي تعرف الان بانها "الديكتاتورية الأخيرة في أوروبا" لتسليح معارضي لرئيس بشار الأسد كانت امريكا قد قامت بتدريبهم، وانتهي الأمر بكارثة. فورين بوليسي في تحقيق لأرم روستون بازفيد بمجلة فورين بوليسي الامريكية كشف أن شركة "Purple Shovel LLC" التي أسسها بنيامين وريل ضابط مكافحة التجسس السابق في 2010، حصلت علي 50 مليون دولار دفعتها قيادة العمليات الخاصة الامريكية (SOCOM) في ديسمبر لتزويد القوات السورية الجديدة المدربة علي يد امريكا بأسلحة وذخائر أجنبية. تضمنت هذه الأسلحة 700 صاروخ (كونكورس) روسي الصنع والمتاح فقط في بيلاروسيا. استند التحقيق إلي وثائق داخلية ومصادر سرية مطلعة علي العملية في سوريا، وقد وجد ان تلك الشركة المجهولة تعمل من خلال مقاولين من الباطن اختارتهم للأشراف، علي محاولة بيع الآف القذائف الصاروخية الروسية القديمة (لا ثقة في كفاءتها) لانها صنعت قبل ثلاثة عقود. وقد رفضت الحكومة الأمريكية تلك الأسلحة، وأجلت الجهود الرامية إلي الوقوف بجانب قوات المتمردين السورية. ثم عادت امريكا ونقضت سياستها الخاصة ووافقت علي أعطاء الشركة ملايين الدولارات للحصول علي تلك الصواريخ لنقلها للمتمردين السوريين من بيلاروسيا التي سبق وزودت نظام الرئيس بشارالأسد - وغيره من المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان- بالأسلحة. وقال روستون إن بيلاروسيا علي القائمة الخاصة بانتهاك معاهدات "الإتجار الدولي في قوانين التسلح" وهي القائمة التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية للدول المفروض عليها قيود خاصة. وتنص علي انه "وعلي وزارة الخارجية ترخيص كل صفقة تحوي شركات أمريكية" ويقول تجار الأسلحة إنهم تقريبا ممنوعون من شراء الأسلحة من بيلاروسيا، لأنها علي تلك القائمة. لكن الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية وافقا علي استثناء هذه الصفقة، مما يتيح شراء 700 صاروخ مضاد للدبابات بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين للمتمردين. اما المعدات الأخري التي من المفترض أن تشتريها "Purple Shovel LLC" للمتمردين السوريين فقد تضمنت قذائف صاروخية تم شراؤها من بلغاريا. القنبلة البلغارية وسبق ان رفضت وحدة العمليات الخاصة القنبلة البلغارية يدوية الصنع بعد علمها أنها صنعت في 1984، مما يجعل هذه القنابل خطيرة ولا يمكن الاعتماد عليها. لكن أحد هذه القنابل انتهت إلي يد المقاول الأميركي فرانسيس نورويلو الذي لقي حتفه حين انفجرت فيه احدي تلك القنابل التي عفا عليها الزمن بشكل غير متوقع، ووصفت "Purple Shovel LLC" ذلك بأنه "حادث مأساوي". وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد اعلنت انها سوف تتوقف لفترة عن تدريب المقاتلين ممن تصفهم بالمعارضة السورية المعتدلة، حتي تتم اعادة تقييم البرنامج التدريبي الامريكي والذي فشل في المهام المحددة له. فهل اعادة تقييم هذا البرنامج لها علاقة بتلك الصفقات المشبوهة للأسلحة الفاسدة. ليست هذه هي المرة الأولي التي تحاول فيها امريكا التدخل في القضية السورية عبر شحنات سرية للأسلحة المشتراة من الخارج من خلال احد الوكلاء. فقد نقلت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية عام 2103 عن صحيفة كرواتية أن 3000 طن من الأسلحة اشترتها السعودية (بطلب من امريكا) وهي اسلحة مصنوعة في يوغوسلافيا قبل التقسيم،وارسلت هذه الأسلحة إلي المعارضين السوريين المحسوبين علي "القوميين والعلمانيين". وذكرت ديلي تلجراف أنه تم تنسيق ارسال هذه الشحنات من ألاسلحة علي يد "عديد من الدول ألاوروبية بما فيها بريطانيا" التي قد أعلنت في فبراير 2013 أنه سيتم تزويد المعارضين المسلحين بأسلحة ومعدات غير فتاكة. كما أشارت الصحيفة إلي أن تسليح المعارضين السوريين بعتاد من كرواتيا، سمح لبريطانيا بالتنسيق مع امريكا والسعودية بالالتفاف حول حظر الاتحاد الأوروبي ارسال السلاح إلي سوريا حيث ان كرواتيا لن تكن قد انضمت عام 2013 للاتحاد الاوروبي. والأدلة علي تقديم امريكا الأسلحة للمعارضين السوريين عبر قنوات أخري مثيرة للجدل (ترسانات الحكومة الليبية) موجودة. فوك» نيوز فوفقا لتقارير كل من وكالة انباء رويترز وصحيفة نيويورك تايمز كان وكلاء امريكا علي الأقل علي علم بالأسلحة الثقيلة التي تنقل من ليبيا للمسلحين السوريين. حيث استخدمت هذه الصواريخ لإسقاط طائرات النظام. وهذا الأمر يتماشي مع تصريح احد المصادر لفوكس نيوز في ذلك الوقت، أن السفير الأمريكي في ليبيا "كريس ستيفينز" الذي تم اغتياله كان في بنغازي "للتفاوض حول نقل أسلحة في محاولة لإبعاد صواريخ SA-7 عن أيدي المتطرفين في ليبيا". بعد ذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لديها بالفعل وكلاء في جنوبتركيا يقررون أي المجموعات السورية ستحصل علي بنادق آلية وقذائف صاروخية وذخائر وأسلحة مضادة للدبابات أمريكية الصنع.