قضت أعلي محكمة أوروبية بأن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها سجن المهاجرين الذين يعودون إلي أراضيها بعد أن يتم طردهم، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وثيقة معدلة أمس أنها تتوقع فرار 1،4 مليون لاجئ إلي أوروبا عن طريق البحر المتوسط خلال العامين الحالي والمقبل، ويعد هذا ارتفاعا حادا عن التقديرات الأولية التي توقعت وصول 850 ألف لاجئ. وذكرت الوثيقة أن المفوضية تتوقع وصول 700 ألف مهاجر إلي أوروبا في 2015 إضافة إلي عدداً مماثلاً عام 2016. جاء ذلك بعد يوم من تحذير السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون من الميل نحو تشييد جدران واستغلال مشاعر الخوف في أزمة المهاجرين في أوروبا. وخلال افتتاح اجتماع في مقر الأممالمتحدة حول ملف المهاجرين دعا بان كي مون ممثلي نحو 70 دولة إلي العمل علي حل تلك المشكلة بأفكار مبتكرة وبشجاعة ورأفة ووصف من أجل ذلك سلسلة مبادئ من بينها انقاذ الأرواح، عدم طرد اللاجئين، توزيع الجهود بشكل متوازن، استئصال شبكات المهربين بلا هوادة. واصفاً الأزمة بأنها أخطر أزمة هجرة ولاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وفي كرواتيا، ذكرت الشرطة أن أكثر من 90 ألف مهاجر عبروا من الدولة إلي غرب أوروبا خلال ما يقارب الأسبوعين. في تطور آخر، حث وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير المهاجرين الوافدين علي بلاده علي احترام الآخرين، والتحلي بالصبر وعدم المشاجرة مع بعضهم البعض. وجاء ذلك بعد اندلاع مواجهات في مركز للاجئين بمدينة هامبورج شمال المانيا بين مجموعتين من السوريين والافغان، قدر أعداد المشاركين فيها بنحو 200 شخص مما أسفر عن إصابة عدد كبير منهم، ودفع الشرطة إلي ارسال خمسين شرطياً لاعادة الهدوء. في الوقت نفسه، أعرب مجلس أوروبا في تقرير أصدره أمس عن قلقه من تنامي العنصرية في ألمانيا. وذكر التقرير الذي أعدته اللجنة الاستشارية لاتفاقية الإطار الأوروبية لحماية الاقليات الوطنية للفترة الممتدة من 2010 إلي مطلع 2015 أن مظاهر معاداة السامية والغجر والعداء للإسلام وللمهاجرين في تزايد وكذلك الاعتداءات علي طالبي اللجوء. وتتناقض تلك النتائج مع صور المهاجرين الذين استقبلهم الألمان بالترحاب في محطات القطار وسط الهتاف والتصفيق. كما أنها تختلف عن نتائج عدة استطلاعات للرأي أن أكثر من 60% من الألمان يرحبون حالياً باستقبال المهاجرين في بلادهم. وفي بريطانيا، كشف استطلاع للرأي أجراه مركز «ايبسوس موري» ونقلته صحيفة «ديلي ميل» أن تدفق المهاجرين علي بريطانيا جاء في صدارة ما يقلق البريطانيين، إذ أبدي 56% خشيتهم من وتيرة توافد المهاجرين. في تلك الأُثناء، قال دونالد ترامب المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار ممثله للاقتراع الرئاسي الأمريكي إنه يريد إعادة آلاف اللاجئين السوريين إلي بلدهم اذا انتخب رئيساً للولايات المتحدة.