وخلال لقائه مع رئيسة جمهورية كرواتيا لقاءات ثنائية مع رؤساء فلسطين وأورجواي وصربيا وكرواتياوتركمانستانومالي قادة الدول يشيدون بدور مصر المحوري في التصدي للإرهاب.. وإنجاز قناة السويس الجديدة في زمن قياسي مباحثات مهمة مع قيادات صناديق الاستثمار وبيوت المال الأمريكية والشركات العاملة في مصر واصل الرئيس عبدالفتاح السيسي نشاطه المكثف بمدينة نيويوركالامريكية التي يزورها حاليا للمشاركة في اعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة.. حيث استهل برنامجه امس السبت بلقاء في مقر إقامته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تم خلاله بحث مستجدات الاوضاع في القضية الفلسطينية وخطة السلطة للتحرك خلال المرحلة القادمة، وسبل التحرك دوليا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة علي المسجد الاقصي. و فور انتهاء لقاء الرئيس مع نظيره الفلسطيني بدأ سلسلة من اللقاءات المهمة للتواصل مع دوائر صناعة القرار الاقتصادي والسياسي في الولاياتالمتحدة، حيث عقد ثلاثة لقاءات بدأت باستقباله قيادات صناديق الاستثمار وبيوت المال الامريكية، أعقبها لقاء مع عدد من الشخصيات الامريكية المؤثرة منهم هنري كيسنجر ودينيس روس، ثم اجتمع الرئيس مع كبري الشركات الامريكية العاملة في مصر، وتلك التي ترغب في بدء العمل بها لضخ استثمارات جديدة، وبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. عقب ذلك توجه الرئيس الي مقر منظمة الاممالمتحدة للمشاركة في لقاء التعاون بين دول الجنوب تلبية لدعوة الرئيس الصيني تشي جين بينج كما القي كلمة خلال الاجتماع اكد خلالها علي اهمية تعزيز التعاون بين دول الجنوب والبحث عن نقاط التكامل وخلق الفرص المشتركة والأجواء المناسبة لتحقيق ذلك. وقبل مغادرته الاممالمتحدة عقد السيسي لقاءين ثنائيين مع رئيسي أورجواي وصربيا لبحث سبل الارتقاء بعلاقتهما مع مصر علي كافة المستويات، ثم توجه الرئيس الي مقر إقامته لإجراء مقابلة صحفية مع وكالة أنباء الاسوشيتد برس، تحدث خلالها عن تطورات الاوضاع في مصر والاستعدادات لاتمام الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق بإجراء الانتخابات البرلمانية، وجهود الدولة لتعزيز فرص الشباب وتمكينهم من القيادة بخلاف رؤيته من القضايا المختلفة بالمنطقة وعلي رأسها الاوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن فضلا عن القضية الفلسطينية. ومن جانبه اكد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان كافة اللقاءات التي عقدها الرئيس مع قادة الدول المختلفة كانت إيجابية وشهدت قدرا كبيرا من التفاهم والتقدير لمكانة مصر ورؤية الرئيس ازاء القضايا المختلفة، كما ان هناك قاسما مشتركا في كافة اللقاءات وهو الاشادة بمشروع قناة السويس في زمن قياسي بما يعكس إرادة المصريين وقدرتهم علي الإنجاز، وأشار الرئيس الي ان هناك تطورا تشهده علاقات مصر مع كافة الدول في ضوء السياسة الخارجية المصرية التي تقوم علي الانفتاح مع كافة الدول، مضيفا أن مصر تمد يديها للمجتمع الدولي من اجل التعاون ولانسعي للمواجهة او التصادم مع أحد. وحول مكافحة الاٍرهاب أشار السفير علاء يوسف الي ان هناك تقديرا دوليا كبيرا حاليا لرؤية الرئيس حول اعداد استراتيجية كاملة لمواجهة الاٍرهاب لانهاء أسباب التطرف والارهاب. وكشف أن الرئيس السيسي أعرب عن سعادته البالغة للاستقبال الحار من أبناء الحالية المصرية له في نيويورك مثمنا حرص هذه الاعداد الكبيرة علي المجيء من كافة الولاياتالامريكية لدعمه ومساندته خلال الزيارة الحالية، ونقل المتحدث الرسمي تحية وإشادة الرئيس الكبير بالمواقف الإيجابية لابناء الجاليات المصرية في الخارج. واشار يوسف الي اهمية اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس امس الأول الجمعة والتي بدأت بأيرلندا ثم كرواتيا ثم ماليوتركمانستان والمستشارة ميركل وشهدت مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات. ولفت المتحدث الي ان الرئيس السيسي التقي برئيس وزراء أيرلندا «إيندا كيني» الذي أعرب عن عميق تقدير بلاده لدور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في مواجهة التحديات الراهنة التي تعاني منها المنطقة. وأشاد بدور مصر الفاعل في التصدي للعنف والإرهاب، معرباً عن خالص تمنيات بلاده لمصر بالنجاح في دحره وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد الرئيس علي حرص مصر علي تعزيز العلاقات الثنائية مع أيرلندا في مختلف المجالات بما يحقق المنفعة المشتركة للشعبين. كما وجه الشكر لرئيس الوزراء الأيرلندي علي دعم بلاده لحصول مصر علي عضوية مجلس الأمن لعامي 2016-2017. وشدد الجانبان علي أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، ومن بينها الزراعة والتعليم والتكنولوجيا ومجالات التعاون الفني. وأشار رئيس الوزراء الأيرلندي إلي اعتزام بلاده إرسال وفد إلي مصر للتباحث مع المسئولين المصريين المعنيين في سبل تفعيل التعاون في المجالات المُشار إليها، وكذا التشاور حول البرامج التنموية اللازمة للدول النامية. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس التقي عقب ذلك بالرئيسة الكرواتية كوليندا كيتاروفيتش التي هنأته علي افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في زمن قياسي، منوهة إلي أنه يعد انجازا كبيرا لمصر وشعبها. وأعربت الرئيسة الكرواتية عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون بين قناة السويس وبين الموانئ الكرواتية الواقعة علي البحر الادرياتيكي، وكذا تعزيز التعاون بين الجانبين المصري والكرواتي في مختلف المجالات، ولاسيما تلك التي تتميز فيها كرواتيا، ومن بينها الطاقة والتشييد والبناء وتكنولوجيا المعلومات. ومن ناحية أخري، وأشادت الرئيسة الكرواتية بالتعاون الكامل الذي أبدته السلطات المصرية إزاء حادث اختطاف المواطن الكرواتي. من جانبه، أشاد الرئيس بالمواقف الكرواتية الداعمة لمصر وإرادة شعبها الحرة، فضلاً عن تفهمها للمواقف المصرية. ورحب الرئيس بالاستثمارات والمساهمة الكرواتية في مختلف المشروعات والمجالات التي أشارت إليها الرئيسة الكرواتية. وأضاف المتحدث الرسمي أن التشاور بشأن أزمة اللاجئين استأثر بجزء هام من المقابلتين، حيث نوه الرئيس إلي أسباب الهجرة واللجوء، وفي مقدمتها المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها العديد من مواطني الدول النامية، والتي يتعين مواجهتها من خلال تكثيف التعاون والتنسيق والمساهمة بفاعلية من قِبل الدول المتقدمة والمؤسسات الدولية المعنية في دفع عملية التنمية وتوفير واقعٍ أفضل لهؤلاء المواطنين بما يساهم في تحسين مستوي معيشتهم في أوطانهم ويساعدهم علي الحياة والاستقرار فيها. وأضاف الرئيس أن مشكلات التطرف والإرهاب وما ينجم عنها من تردٍ أمني وغياب للاستقرار، بما لذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية تدفع البعض إلي التكالب علي الهجرة بحثاً عن ملاذٍ آمن، تتطلب معالجة ذلك التوصل إلي تسويات وحلول سياسية للصراعات القائمة في الدول غير المستقرة بالمنطقة والحفاظ علي مؤسساتها والعمل علي استعادتها لكياناتها وسيطرتها علي مقدراتها. وأكد الرئيس أنه دون التوصل إلي معالجة تلك المشكلات ستتفاقم أزمة الهجرة، ومن ثم يتعين أن تكون مكافحة الإرهاب شاملة ولاتقتصر فقط علي المواجهات العسكرية والأمنية، بل تمتد لتمشل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الأبعاد الفكرية والدينية. وأضاف الرئيس أن مصر تستضيف أعداداً ضخمة من اللاجئين من عدد من الدول العربية والافريقية الشقيقة، ويحصلون علي ذات الخدمات التي تُقدم للمواطنين المصريين، ولا سيما في قطاعيّ التعليم والصحة، بما يشكله ذلك من أعباء علي كاهل الحكومة في ظل محدودية الموارد المُتاحة، ولكن مصر لم تتراجع عن استضافتهم ولم تتحدث عن ضرورة ترحيلهم أو تقديم مساعدات لها للوفاء بالتزاماتها إزاءهم. وفي هذا السياق، ذكر رئيس الوزراء الأيرلندي أن الاتحاد الأوروبي عقد مؤخراً قمة طارئة لبحث أزمة اللاجئين، حيث تم الاتفاق علي تقديم مليار يورو لمساعدة وكالات الأممالمتحدة التي تدعم اللاجئين السوريين بدول الشرق الأوسط. وأضاف «كيني» أن الاتحاد الأوروبي أدرك أهمية التحرك الجاد من أجل التسوية السلمية لأزمات المنطقة، ويسعي في الوقت الراهن للمساهمة في التوصل لحلول سياسية لها. كما أكدت الرئيسة الكرواتية علي الأهمية التي توليها بلادها لموضوعات الهجرة، والتي تحرص علي إثارتها في مختلف المحافل الأوروبية بغية التوصل إلي حلول عملية لها، منوهةً إلي أهمية معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلي تفاقم أزمة اللاجئين، من خلال جهود التنمية ومكافحة الفقر والقضاء علي البطالة، بالإضافة إلي مكافحة التطرف والإرهاب، والتحرك عبر الجهود الدبلوماسية للتعاون مع المنظمات الدولية المعنية والدول المتقدمة لإيجاد حلول عملية لتلك الأزمة. كما التقي الرئيس السيسي برئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، الذي أشاد بالعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، وما يتمتعان به من حضارة عريقة، وأشار إلي المكانة التي تتمتع بها مصر لدي أبناء شعب الهند. وهنأ «مودي» الرئيس بافتتاح قناة السويس الجديدة وإنجاز مثل هذا المشروع الضخم في زمن قياسي وما سيساهم به من تعزيزٍ للتجارة وحركة الملاحة البحرية علي المستوي الدولي. وأشاد رئيس الوزراء الهندي بحفاوة الاستقبال التي حظي بها ممثل الهند في حفل افتتاح القناة الجديدة. وأعرب «مودي» عن رغبة بلاده في إقامة علاقة شراكة استراتيجية بين البلدين، وتنميتها في كافة المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار، ومكافحة الإرهاب والتطرف. ورحب الرئيس برئيس الوزراء الهندي، مشيراً إلي اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع الهند في شتي المجالات، أعرب عن التقدير الذي تكنه مصر للتجربة الهندية وما أحرزته من تقدم في شتي المجالات. كما وجه الشكر لرئيس الوزراء الهندي علي دعم بلاده لحصول مصر علي عضوية مجلس الأمن. ونوه الرئيس إلي الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها مصر، موضحاً أن قناة السويس الجديدة لن تكون معبراً للتجارة الدولية فقط، وإنما تعد جزءاً من مشروع متكامل للتنمية بمنطقة قناة السويس يضم العديد من الصناعات التحويلية ويقدم الخدمات اللوجستية وتخزين الحبوب والغلال. وأشار رئيس الوزراء الهندي إلي أنه سيشجع الشركات الهندية العامة والخاصة علي القيام بزيارة مصر وبحث فرص العمل والاستثمار فيها، ولاسيما الفرص التي يوفرها مشروع التنمية بمنطقة القناة، ورحب الرئيس باستقبال الوفود الهندية الراغبة في التعرف علي الفرص الاستثمارية في مصر، وتحدث عن الاجراءات والتشريعات التي اتخذتها وأصدرتها مصر من أجل جذب وتيسير الاستثمارات المباشرة، ومن بينها قانون الاستثمار الموحد وإنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس التقي عقب ذلك برئيس تركمانستان جربانجولي بيردي محمدوف الذي أشاد بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد علي أهمية تعزيزها في كافة المجالات والنهوض بها من أجل الاستفادة من الامكانيات الواعدة للبلدين. ووجه الرئيس التركماني الدعوة للرئيس لحضور المؤتمر الذي سيتم تنظيمه في ديسمبر القادم للاحتفال بمرور عشرين عاماً علي اتباع تركمانستان لسياسة الحياد، والذي سيعقد تحت رعاية الاممالمتحدة ويحضره عدد من رؤساء الدول والحكومات. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد علي تثمين مصر للعلاقات بين البلدين، مؤكداً حرص مصر علي إعطاء تلك العلاقات دفعة قوية في المرحلة المقبلة. كما أعرب عن شكره للرئيس التركماني لتأييد بلاده لحصول مصر علي عضوية مجلس الأمن، ووجه السيسي الدعوة للرئيس التركماني لزيارة مصر. وأكد الرئيسان خلال اللقاء علي أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين لمتابعة كافة ملفات التعاون بينهما ودفعها قدماً، ولاسيما في مجالات الغاز والقطن والمنتجات الدوائية والسياحة والطاقة. وعلي صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس علي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي المبذولة في هذا الصدد، مشيداً بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مكافحة انتشار الفكر المتطرف ونشر القيم الحقيقية السمحة للدين الإسلامي. وأعرب الرئيس عن استعداد مصر لزيادة المنح الدراسية المقدمة للطلبة التركمانيين في الأزهر الشريف. ثم التقي الرئيس برئيس جمهورية مالي إبراهيم بو بكر كيتا، الذي هنأه باِفتتاح قناة السويس الجديدة، منوهاً إلي أن هذا الحدث كان له إسهام كبير في استعادة مصر لمكانتها علي الساحة الدولية، فضلا عن أنه عكس حكمة القيادة السياسية المصرية وعزم وتصميم شعب مصر الذي موّل المشروع بمدخراته. ووجه الرئيس المالي الشكر للرئيس علي الدعم الفني الذي تحظي به مالي من مصر في مجالات التدريب وبناء القدرات. وأشار «كيتا» إلي توقيع الاتفاق الاطاري للسلام والمصالحة في مالي في الخامس عشر من مايو الماضي، مؤكداً التزام الدولة بهذا الاتفاق، واعتزام بلاده تحسين مستوي المعيشة في شمال مالي والنهوض بالعديد من القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والطاقة. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس هنأ رئيس مالي بمناسبة توقيع اتفاق السلام والمصالحة، معرباً عن ثقته في التزام الحكومة المالية بتنفيذ الاتفاق حفاظاً علي الدولة وصوناً لمقدرات شعبها حيث تُعد التنمية هي الضمانة الأساسية لإقرار السلام. وأكد الرئيس استمرار الدعم المصري لمالي في شتي المجالات، موجهاً الشكر للرئيس المالي علي إيفاده رئيس الوزراء للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. ووجه «كيتا» الدعوة للرئيس للمشاركة في الاجتماع الذي ستعقده منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بباريس في الثاني والعشرين من أكتوبر المقبل لمساندة اتفاق السلام في مالي، والذي سيُعقد برئاسة فرنسية / مالية مشتركة علي مستوي القمة. وقد أكد الرئيس علي اهتمامه بأن يكون التمثيل المصري في هذا الاجتماع رفيع المستوي. أوضح أن الرئيس التقي أمس الرئيس الأمريكي الأسبق بل كيلنتون.