منذ بداية العمل في مشروع توشكي في يناير 1997 والحديث عنه لا ينقطع سواء بالسلب او بالايجاب ولكن معظم الحديث يتجه إلي السلب لدرجة انني من المتخصصين في علم الاراضي اقنربت من تصديق تلك الاحاديث. الا انني في الآونة الاخيرة شرفت بزيارتي إلي ارض ذلك المشروع. اقصد ارض توشكي لمده عشرة ايام لمعاينه اراضيها وكنت ضمن فريق بحثي مكون من معهد بحوث الاراضي والمياه والبيئه ومركز بحوث الصحراء. وهذه المأموريه كشفت لي الكثير حول بعض هذه الاقاويل وأنها محض خيال وغير واقعية واحب ان اوجز ما وجدته علي ارض الواقع فيما يلي : ان هذه الارض تجاور بحيرة ناصر لمسافة تزيد علي 100 كم ويشقها ترعة الشيخ زايد.كما أن الارض الصخرية التي يتحدثون عنها ما هي إلا نتوءات صخرية لا يزيد ارتفاعها علي 3 أمتار أو 5 أمتار علي أقصي تقدير وبمساحة تتراوح كل منها 20-40 م بالاضافة إلي انها مفككه نتيجة عوامل التعرية كما انها متباعدة عن بعضها لمسافات كبيرة. وأن الصخور البازلتيه التي يذكرونها ما هي الا قطع بازلتيه صغيرة متناثرة علي سطح التربة تغطي مساحات صغيرة من هذه الارض.وأن 90% من الارض التي تم معاينتها تصلح للزراعة بدون معوقات والباقي منها يمكن استخدامها في المنشآت الخدمية. وتصل مساحة الاراضي الواقعة علي جانبي طريق اسوان - أبو سمبل إلي 934000 فدان ممتدة علي جانب من بحيرة ناصر. ومن يتحدثون عن عدم وجود مصارف زراعية. اقول لهم كيف توجد مصارف في ارض جديده والمقدر لها ان تروي بنظم الري الحديث وفي تلك الحاله يجب ان ننسي هذه المصارف لمده عشرات السنين إلا اذا استخدمنا الري بالغمر كما هو حادث في الدلتا. وأما ما يذكرونه عن درجة الحرارة التي تزيد عن50 - م والرياح التي سرعتها 200كم /ساعة. اوضح بأننا كنا نمكث في عملنا وسط تلك الاراضي من الساعة السادسه صباحا حتي الساعة الثالثه عصرا ولا نشعر بأي تغير في درجة الحرارة او الرياح عما كنا نقابله مثلا في طريق القاهرة - اسكندرية الصحراوي وفي المقابل عند معاينه ارضي حلايب وشلاتين في شهر مايو كنا لا نستطيع الاستمرار في العمل بعد الساعة العاشرة صباحا وقارن انت ايها القارئ. حيث كنا في توشكي في شهر سبتمبر. وإني الان ادعو إلي زيادة الاستثمار والاهتمام بهذه الارض لعدة اسباب وهي : قرب مصدر المياه والمتمثل في (بحيرة ناصر - المياه الجوفية ) ومعظم اراضيها مستويه حيث وصلت جمله الاراضي الصالحة للاستزراع من الدرجة الاولي والثانيه والثالثه إلي 2٫134183 مليون فدان. أما النتوءات الصخرية وهي مفككه يمكن استخدامها في تمهيد الطرق بدلا من ان تكون عائقا.كما يمكن تجميع قطع الصخور البازلتيه وتكسيرها بأحجام صغيره لاستخدامها كفلاترفي شبكات الري الحديث اوكبديل للزلط في اعمال البناء. وفي حاله استثمارها في الزراعة تتوقف الهجرة المستمرة من الجنوب إلي الشمال وقد يشجع الهجرة المضادة اي من الشمال إلي الجنوب لانها تعتبر من المناطق الواعدة والتي تستوعب الملايين من البشر خاصة اذا امكن توفير البنيه الاساسية لحياه الانسان وتوفير حافز لتشجيع الناس إلي الهجرة اليها من حيث تملك الارض والسكن.. وقد علمت من زيارتي ان من اسباب قلة الاسماك في البحيرة قلة اعداد الزريعة التي تلقي في البحيرة ويرجع ذلك إلي الفساد المتأصل والذي سببه احتكار احد اعضاء الحزب الوطني المنحل لتربيه الزريعة والمتعهد بتوفيرها لهيئة البحيرة ولكن كل ذلك يتم علي الورق فقط. مما ادي إلي انخفاض اعداد العاملين بمهنه الصيد لقلة الاسماك المستخرجة من البحيرة مما ادي إلي ارتفاع سعرها مقارنه بسعرها بالعاصمة القاهرة والتي تبعد عن البحيرة بمسافة 1000كم.. كما يمكن تشجيع المستثمرين علي تربيه التماسيح المنتشرة في البحيرة والتي تلتهم كميات كبيرة من الاسماك وتصدير جلودها. كذلك يمكن زراعة القمح في مساحات كبيرة من هذه الارض لقله احتياجه من المياه لسد العجز في محصول الحبوب بالاضافة إلي انه يمكن عمل صوامع بها لتخزين الحبوب لما تتميز به من قلة الرطوبة ومناخها الجاف. وفي رأيي أن اسباب قله الهجرة إلي هذه المنطقه تعود إلي أن كثيرا ممن قاموا بزراعة أراضيهم في تلك المنطقه صادفتهم مشكله تسويق منتجاتهم.. نظرا لقله العماله وارتفاع تكلفة النقل. لذا يجب علي الدوله اذا كانت صادقة في استثمار هذه المنطقة العمل علي إزالة تلك المعوقات. اللهم...... اني قد بلغت